للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيرها، فإذا بلغت الزروع وأدركت الثمار شاطرناكم، فكان لكم النصف بحقكم في البلاد، ولنا النصف بعملنا فيها، فكنتم بين ضرع وزرع لم يجتمع لأحد من العرب مثله. فدفعت بنو عامر بن صعصعة الطائف إلى ثقيف عامرتها، فكانت بنو عامر تجيء أيام الصرام فتأخذ نصف الثمار كلها كيلًا، وتأخذ ثقيف النصف الثاني، وكانت عامر وثقيف تمنع الطائف من أرادهم، فلبثوا بذلك زمانًا من دهرهم في الجاهلية حتى كثرت ثقيف فحصنوا الطائف وبنو عليها حائطًا يطيف بها (١)، فسميت الطائف، فلما قووا بكثرتهم وحصونهم، امتنعوا عن بني عامر فقاتلتهم بنو عامر فلم تصل إليهم ولم يقدروا عليهم ولم تنزل العرب مثلها دارًا.

قلت: والطائف كانت قبل بني عامر لقبيلة عَدوان من قيس عيلان، ثم تغلبت عليها بنو عامر بن صعصعة من هوازن من قيس عيلان، ثم آلت لثقيف كما أسلفنا في سرد البكري.

وفي ص ١٤٧ ذكر كحالة عن ثقيف بالوقت الحاضر قائلًا: ثقيف قبيلة منازلها في جبل الحجاز بين مكة والطائف، وعلى الأصح بينه وبين جبال الحجاز، وتنقسم إلى البطون الآتية:

١ - طويرق: وهم قسمان حضر وبدو، فالحضر فيهم عشائر: الجعيدات، الخصافين، الزحارية، الفُضَّل. وأما البدو من طويرق ففيهم عشائر: الرُّسان، الغرابين، التراكبة، الكلبة، العبدة، الظفيرين، الحمران.

٢ - النمور: وهم يقسمون بحسب منازلهم إلى قسمين: أهل الهدي، وأهل وادي المُحْرم، فأهل الهدي فيهم أربع عشائر وهي: الكُمّل، اللمظة، الغربا، البِنَّي، وأما أهل وادي المحرم فهم أهل الخضرة، والمشاييخ، وأهل الدار البيضاء.


(١) فكرة الحائط كانت من رجل من اليمن أشار على ثقيف بذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>