للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل المراجع (١) تشير إلى أن نَسَبَ هذه القبيلة الكبيرة، يرجع إلى مُضَر بن نزار بن معد بن عدنان، فهي قبيلة عدنانية ما في ذلك شك تتساوى مع قريش وتتزامن معها في الظهور، وتتقاسم معها سلطان الحجاز وأحداثه الجسام، كما هو واقع وثابت في كل المراجع، ومع هذا كله فقد وردت روايات في هذا النسب يحسن بنا استعراضها وتفنيدها وهي:

١ - رواية تقول بأن ثقِيف هذه هي من بقايا ثمود (٢). وهذه الرواية باطلة بحكم التنزيل العزيز حيث قال تعالى: {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى} (٣) والمعنى ظاهر فقد أهلك الله هذه الأمة (ثمود) فلم يبق منها أحد فكيف لهم بقية؟ وتنحصر هذه البقية في ثقيف؟! وقد كان الحجاج بن يوسف يقول إذا سمع هذه الرواية: كذب الناسبون ويقرأ الآية، إلا أن يكونوا ممن هدى الله من القوم الذي هدى الله وكانوا من أتباع نبيه صالح عليه السلام.

٢ - وهكذا أُلحق بهذه الرواية كلام آخر مفاده أن أبا رغال هو أبو ثَقِيف (٤) كلها، وهو من بقية ثمود، وكان ملكًا بالطائف، وهو غير أبي رغال الذي قاد أبرهة إلى مكة.

ونرى مرة أخرى كيف يناقض هذا القول الكلام المنزل من الله سبحانه وتعالي، وينافي القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، قال تعالى: {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى}. فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أهلك قوم عاد قاطبة فكيف يكون منهم جد لثقيف اسمه أبو رغال.

٣ - والرواية هذه تلحق برواية أخرى نشم من خلالها سوء النية المبينة لتشويه نسب ثقيف، لا لشيء إلا لما نتج من كراهية للحجاج بن يوسف وأبناء عمومته في


(١) جمهرة أنساب العرب ٢٦٦ - ٢٧٠.
(٢) المنتخب ٣٨٣.
(٣) سورة النجم ٥١.
(٤) المفصل في تاريخ العرب ٤/ ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>