للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومهوى أفئدة الغزاة" ثم يقول: "فلما اشتدت شوكة ثقيف وكثرت عمارة وج رمتهم العرب بالحسد وطمع فيهم من حولهم وغزوهم".

وهناك من الروايات ما يقول بأن ثقيف هو ابن منبه بن بكر بن هوازن، والخلط في هذه الرواية واضح، ذلك أن هوازن قبيلة كانت مزامنة لثقيف ومحادة لها، والقبيلتان اشتركتا ضد الرسول في غزوة حنين، وهوازن هي أصل قبيلة عُتيبة، وإنما هوازن وثقيف أخوين من خمسة ثالثهم سُلَيْم، ورابعهم غَطَفان، وخامسهم غَنِيّ، وهم أبناء القيس عيلان بن مُضَر بن نزار بن معد بن عدنان (١)، بينما قيس عيلان أخٌ لخِنْدف الذي أنجب قريش وكِنَانة وهُذَيْل والرباب وتَمِيم.

إذًا فثقيف قبيلة عدنانية ترجع إلى إسماعيل عليه السلام، فيذكر النسابون أنه ولد لعدنان (معد) و (عك) وولد لمعد (نزار) وولد لنزار ولد منهم (مُضَر) و (ربيعة) ومن مُضَر وربيعة تفرعت القبائل العدنانية، يقول أبو عبد الله الزبيري [وكان يقال (ربيعة) و (مضر) الصريحان من ولد إسماعيل] (٢). وهكذا انقسمت (مُضَر) إلى قسمين كبيرين هما (خِنْدف) الجد الأكبر لقريش، و (قيس عيلان) الجد الأكبر لثقيف (٣).

وثقيف بن قيس عيلان، جد ثقيف، أول من جمع بين أختين من العرب، وأمه أميمة ابنة سعد من هُذَيْل (٤). وولد ثقيف عوفًا وجُشَم ودارسًا وهم بالأزد وسلامة وأمهم زينب بنت عامر بن الظرب العدواني، ومن بناته ناضرة والمسك وهي أم النمر بن قاسط وأمهما أميمة بنت عامر بن الظرب.


(١) انظر اللهجات في الكتاب لسيبويه ٥٨.
(٢) المصدر السابق ص ٥١.
(٣) انظر الشكل (١)، (ص ١٧).
(٤) جمهرة النسب ٣٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>