للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما العُزَّى فيقال ثلاث شجرات بسمرات بنخلة، أول من دعا لعبادتها عمرو بن ربيعة، والحارث بن كعب، وكان في واحدة شيطان يعبد (١).

وفيما يبدو أن التنافس بين قريش وثقيف، مس أيضًا النواحي الدينية فراحت ثقيف تقلد قريشًا في الوثنية، فصار لهم أصنام يقدمون لها النذر والقربان، ويعتبرونها من بنات الله.

ومما يستعجب له أن قريشًا نفسها كانت تعتد بأصنام ثقيف، فكانت تطوف بالكعبة وتقول (٢):

واللات والعُزَّى ومناة الثالثة الأخرى

فإنهن الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجى

فاللات والعُزَّى على صورة أنثى، فيعظمونها ويسمونها الرَّبة، حتى أنهم لما ذهب وفدهم إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فأوصوه على أن يدع لهم اللات ثلاث سنين لا يهدمها، فأبى، وسألوه سنة فشهرًا فأبى، ومما سألوه أن يعفيهم من الصلاة، وأن لا يكسروا أصنامهم بأيديهم، فكان رده صلوات الله عليه: أما كسر أوثانكم بأيديكم فسنعفيكم منه، وأما الصلاة فإنه لا خير في دين لا صلاة فيه (٣).

ولكن كان في ثقيف من يدين بدين إبراهيم عليه السلام "الحنفية" ومنهم قبيل ظهور الإسلام أمية بن أبي الصلت الثقفي، وهو شاعر وحكيم مخضرم عاصر الجاهلية والإسلام، يقول فيه الألوسي: "له في التوحيد والحكمة شعر كثير وفيه يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: آمن شعره وكفر قلبه" (٤).


(١) أخبار مكة ١٢٥ - ١٢٦.
(٢) معجم البلدان. اللات - عربي.
(٣) سيرة ابن هشام ٤ وفد ثقيف ٥٣٧.
(٤) بلوغ الأرب ٣/ ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>