للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأذنابها وعراقيبها السلع والعشر - شجر - وصعدوا بها جبلًا وعرًا واشعلوا بها النيران وضجوا يدعون ويتضرعون ويرون ذلك من أسباب السقيا (١).

وديانة ثقيف قبل الإسلام لم تكن بأحسن حال من ديانة قريش التي منها ظهر الرسول الهادي محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -، كسائر قبائل العرب قبل الإسلام وتسودها الوثنية، حتى مكة المكرمة تحتضن البيت الحرام والكعبة المشرفة، والتي كانوا يحجون إليها كل عام.

وكان لثقيف في حجها إلى الكعبة تلبية خاصة، مثلما هناك تلبيات خاصة لقُريش وتَمِيم وهُذَيْل وقيس وغيرها.

وكانت تلبية ثقيف: (لبيك اللهم لبيك، هذه ثقيف قد أتوك وخلفوا أوثانهم وعظموك، وقد عظموا المال وقد رجوك، عُزَّاهُم واللات في يديك، دانت لك الأصنام تعظيمًا إليك، قد أذعنت بسلمها إليك، فاغفر لها طالما غفرت) (٢). وتلبية ثقيف أقل وثنية وشركًا من تلبيات أخرى، كتلبية قريش مثلًا وتميم وهُذَيل، وما ورد في التلبية من اسم (عزاهم - واللات) هما صنمان لثقيف، من بين ثلاثة اشتهرن هن اللات والعزى ومناة، وجاء ذكرهن في القرآن الكريم قال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (٢٠) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (٢١) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} (٣).

فاللات صخرة مربعة بيضاء وكان كما قال ياقوت (٤): أن رجلًا من ثقيف مات فقال لهم عمرو بن لُحي: لم يمت بل دخل الصخرة وأمرهم أن يبنوا له صخرة ويعبدوها، ورواية أخرى أن رجلًا يقصد صخرة لثقيف، فيبيع السمن من الحجاج إذا مروا، ويلت سويقهم فمات، فلما قصدوه قال عمرو بن ربيعة: إن ربكم كان اللات فدخل الصخرة.


(١) الخير في الحيوان ٤/ ٤٦٦.
(٢) الأزمنة وتلبية الجاهلية ٣٩.
(٣) سورة النجم ١٩ - ٢٢.
(٤) معجم البلدان - اللات.

<<  <  ج: ص:  >  >>