للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - أفصح العرب وقد نشأ في بني سعد من نواحي الطائف فيقول - صلى الله عليه وسلم - (١): (أنا أفصح العرب حيث إني من قريش وإني نشأت في بني سعد بن بكر).

ثم تلتقي ثقيف وقريش في مُضَر، من جهة قيس عيلان وخِنْدف .. وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه (٢) - أنه كان يستحب أن يكون الذين يكتبون المصاحف من مُضَر، ومن مُضَر كما علمنا سابقًا ثَقِيف وهَوَازِن وسُلَيْم وغَطَفَان وغَنِيّ من جهة قَيْس عَيْلان، وقُريش وتَمِيم وهُذَيْل وكِنَانة وأسد من جهة خِنْدف (٣).

وبعد أن أخذ المسلمون يملون المصاحف في عهد عمر وعثمان - رضي الله عنهما - سنجد هذه المهمة محصورة في ثَقِيف وهذَيْل وقريش. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (٤) لا يملين في مصاحفنا إلا غلمان قريش وثقيف. ثم يقول عثمان رضي الله عنه (٥): اجعلوا المملي من هُذَيْل والكاتب من ثقيف. وقديمًا اتفق العرب على أن أشعر أهل المدن يثرب ثم عبد القيس ثم ثقيف (٦). وهذا في الحقيقة ما يثبت مكانة اللسان الثقفي؛ فلهذا كان منهم الرواة والكتاب والفقهاء والمحدثون والقراء والقادة والحكام والأطباء والفلكيون والشعراء والأدباء. وعلى طول البلاد الإسلامية وعرضها وعلى مر العصور الإسلامية انتشر رجال ثقيف بلغتهم الفصيحة ودينهم المتين ويقينهم وعلمهم وفنهم ينشرون الإسلام ويعمرون الأرض ويعلون كلمة الله مع إخوانهم من المسلمين. يقول الهمداني (٧) ومن ثقيف


(١) المصدر السابق ٤١.
(٢) الصاحبي ٤١.
(٣) اللهجات ٦٥.
(٤) الصاحبي ٤١.
(٥) المصدر السابق ٤١.
(٦) الارتسامات ٢٢٣.
(٧) كتاب العجالة ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>