للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان ظني إذ عَدَلْتُ إليكم … بني عُدُس (١) ظني بأصحاب يَثْربِ

غداةَ أتاهم تُبَّعٌ في جنوده … فلم يُسلموا المَرْأَين من حيِّ يَحْصِبِ

فإن تك في عُليا هَوازن شَوْكَةٌ … تُخَافُ ففيكُمْ حدُّ نابٍ ومِخْلبِ

وإن يُسْلِم المرء الزُّراري جَارَه … فأَعْجِبْ بها من حاجب ثم أعجبِ

فغضب حاجب فقال:

لعمرُ أبيك الخير يا حارث إنني … لأَمْنَعُ جارًا من كليب بن وائل

وقد علم الحيُّ المَعدِّيُّ أننا … على ذاك كنَّا في الخطوب الأوائلِ

وإنَّا إذا ما خاف جارٌ ظلامةً … لبسنا له ثوبي وفاءٍ ونائلِ

وإن تميمًا لم تحارب قبيلةً … من الناس إلا أُولِعَتْ بالكواهل

ولو حاربتنا عامرٌ يا ابن ظالمٍ … لعضَّتْ علينا عامرٌ بالأنَاملِ

ولَاسْتَيقَنَتْ عليا هوازن أننا … سنُوطِئها في دارها بالقبائلِ

ولكنني لا أَبْعَثُ الحرب ظالمًا … ولو هجتها لم أُلْفَ شحمةَ آكِلِ

فتنحى الحارث (٢) عن بني تميم، ولحق بعروض اليمامة.

ثم أرسل حاجب إلى الرِّعاء يأمرهم بإحضار الإبل ففعلوا، وأمرهم فحملوا الأهل والأثقال وساروا نحو بلاد بني بغيض، ولبث هو مع بعض القوم ينتظر بني عامر بن صعصعة.

وأصبح بنو عامر- وقد علموا حَال المرأة وخبرها وهربها - فأُسْقِطَ في أيديهم، واجتمعوا يديرون الرأي قال بعضهم: كأني بالمرأة أتت قومها فأخبرتهم الخبر، فحذروا وأرسلوا أهليهم وأموالهم إلى بلاد بني بغيض، وباتوا معدين لكم في السلاح. فاركبوا في طلب نعمهم وأموالهم؛ فإنهم لا يشعرون حتى نُصِيب حاجتنا، وننصرف. وركبوا يطلبون ظُعن (٣) بني تميم.


(١) عدس: جد حاجب.
(٢) كذا في الأغاني، ورواة النقائض: أن الحارث قاتل مع بني تميم، ولكن لم يكن له بلاء يذكر.
(٣) الظعن: جمع ظعينة، وهو الهودج، سواءٌ فيه المرأة أم لا، والمراد هنا الإبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>