للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سليمان بن عطية" وقد كان الأول شيخا على الحكوك والثاني على الشوش. وأخذ كل منهما يقوي شكيمته بأحلاف يسترضيهم لجانبه ليتمكن من قهر خصمه.

فكان الحكوك والقديرات من التياها والترابين بجانب سلمان الهزيل. ووقف الظُّلَّام بجانب سليمان بن عطية. فأراد سلمان الهزيل أن ينتقم من الظُّلَّام لوقوفهم بجانب خصمه فأخذ يغزوهم بين كل آونة وأخرى وينهب حلالهم. وقد كانوا آنئذ ضعفاء بسبب قلة عددهم، حتى إنهم اضطروا للرحيل من بلادهم، والنزول في أراضي الحجايا بالقرب من الطفيلة (جنوب الأردن).

وبعد حين شنقت الحكومة العثمانية سلمان الهزيل بسبب ظلمه فرجع الظُّلَّام إلى بلادهم ولما اشتعلت الحرب المشهورة بين (عودة) و (عامر) والتي فصلناها في غير هذا المكان كان الظُّلَّام من حلفاء عودة. ولما اصطلح الفريقان واسترجع التياها في هذا الصلح الأراضي التي خسروها بعد (حملة أبو سرحان) المشهورة نزل الظُّلَّام الملح.

وبعد ذلك اختلف الظُّلَّام وأهل جبل الخليل (يطه) من أجل الأراضي وقتل من الطرفين عدد غير قليل فسجنت الحكومة شيوخ الفريقين في سجن القدس، ثم اصطلحوا وظلوا كذلك حتى الآن.

وفي وصف الحرب التي نشبت بين الظُّلَّام وبين أهالي (يطه) أنشد الشاعر الشراري الأبيات الآتية:

أبو عرام اللي سكن بجبل قيس … كل بناية الحجر قدوة لو

الصربه اللي صيرت من جبل قيس … ملبوسها القفطان والسيف سلو

تلقى على يطه نقالة النواميس … عدت على الأفعال والمدح كله

جاب اخوات صبحه (١) ملبسه برانيس … مجرز (٢) نصفي على المتن (٣) ظله


(١) كنية أهالي يطه.
(٢) الرمح.
(٣) ظهر الفرس.

<<  <  ج: ص:  >  >>