للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* العَشَاشَةُ:

وبعد الشُقيق تصل إلى وادي العَشَاشة حيث يمتدُّ من أعلى الشُقيق من تجمَّع أودية صغيرة حتى حثاق بطول ١٣ كيلو تقريبًا، وأرضها رخوة ناعمة كَسَا سطحها بطحاءُ وحصباء تكثر فيها أشجار السرح والسلم مثل سرحة (أبو عويسجة) وبها ملزم ماءٍ يدوم أشهرًا بعد نزول الأمطار، ويُعدُّ منتزهًا لأهل المنطقة في أيام الأجازات.

وسميت بهذا الاسم لكثرة أعشاش الطيور في شجيراتها المتكاتفة، التي تكوِّنُ جِرَاحًا وتلاعًا، قال الشاعر:

حتَّى ايْش لَوْ سَالَ اللِّوى والعَشَاشة … ما هو بمدهالٍ لِهُوجْ العَرَاقيب (١)

لأن هذا الوادي قريب من المنازل ولا تغره الإبل حيث إن رغبة الشاعر الغضا والأرض الرملية كالعِرْق مثلًا (٢).

أما اللوى فهو وادٍ يجاور الحرَّة من جهة الغرب، ويصبُّ في وادي حثاق. وقالت امرأة من العرب:

أَلَا قَاتَلَ الله اللِّوى مِن مَحَلةٍ … وقَاتَلَ دُنْيَانَا بهَا كيف ولَّتِ

أَلا ما لعينٍ لا تَرى قُلَلَ الحِمَى … ولا جَبَل الرَّيَّان إلا اسْتهلَتِ

والشاعرة هذه توافق الشاعر العامي في عتابه لوادي اللوى، أما الريان فهناك جبل بالقرب من اللوى باسم رايان لا يفصلهما سوى البرث وسوف يأتي الحديث عنه في مكانه.

* حَثَاق:

واد يبدأ من الحرَّة بجوار الأكدر والسليم، يمر مع الجُويف، حتى يصب في قرية صغيرة على وادي سُبيع الجنوبية تسمى باسمه، بها مزارع وبيوت، ويمر بحِشَّة من الجبيلات المتلاصقة، تكون واسعة أحيانًا ويتخللها أودية وطرق ومسالك، كما أنها أحيانًا متداخلة بالقرب من الحجيف، وهي سوداء يسارًا عن الطريق العام من الخرمة إلى


(١) هوج العراقيب هي الإبل.
(٢) المقصود بنفود عرق سُبيع: رملة بني عبد الله بن كلاب من بني عامر بن صعصعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>