للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبين المدسم وحثاق وادي الرَّضم على بعد ٥ كيلوات من حثاق، تكثر فيه الأحجار المختلفة الأحجام، وتسمى رضم، وبه مرتفعات، وتربته تتغير عن التربة الرملية الحمراء في حثاق.

وبعد المدسم تكثر على يمين الطريق وشماله الأشجار الكثيفة، والمرتفعات، والأرض هنا تختلف عن الشقيق، إذْ إن بها أودية وحِشَّة، وشعاب مختلفة، مثل العريجاء (١) على يسار المسافر إلى رَنْيَةَ يراها على شماله تُجاور الطريق من فرشة حشة حثاق بجوارها شعيب الشنبري نسبة إلى رجل من الشنابرة - الأشراف - لدغه ثعبان في هذا الشعيب فمات فيه فسمي باسمه.

ثم نصل إلى شعب حَسْنَا واد يتجه إلى الشرق ويفيض في المشقر، فيه أشجار كبيرة يُعَدُّ منتزهًا للمسافرين، وتبعد حسنا عن الخرمة ٣٠ كيلومترًا وبجوار حسنا برقة ومرتفعات تسمى باسمها.

وتكون الأرض بعد حسنًا إلى اليمين حزونًا وقفافًا منبسطة ومتداخلة، كثيرة النَّبْت، ولتضاعيفها وتداخلها يلجأ إليها العرب عند الخوف حيث تتصل بالحرَّة عن طريق برث رايان، والضلع (٢) وحرَّة الجوهرية، وخبرا الرويبي، التي تبعد ١٥ كيلومترًا من حسنا.


= قال الشاعر:
فَقَالُوا هلَالَيون جئْنَا من أرْضِنا … إلى حَاجَة جُبْنَا لَهَا اللَّيل مِدْرَعَا
وقَالُوا خَرَجْنَا من (القَفَا) وجَنوبه … وَعُنَّ فَهَمَّ القَلْبُ أَنْ يَتَصَدَّعَا
وقالت الشاعرة هيام بنت مبارك الشَدَّادِيَّة من الدماشقة وهي شاعرة مجيدة، كان لها أخ شجاع، معدود في فرسان عشيرته، وحدث أن وقعت معركة قتل فيها هذا الفارس فقالت تتوجد عليه:
هَيَّضْ عَليَّ يوم عدَبتْ في عنَّ … إنَّما بقَلْبي وقْف به عَشْرِ وَبْقَات
قَامَتْ هَوَاجِيْسَ الضَّمِرْ يَتَلَافنَّ … لي رَاحْ مَايَه زَارَاني عَشْر مَايَات
(انظر جريدة الرياض العدد ٧٢٧٣ في ٧ شوال/ ١٤٠٨ هـ).
كما أن هناك جبلًا آخر يحمل الاسم نفسه في الجواء معروف عند أهل نجد وهو منفرد من جبل الجواء.
"انظر صحيح الأخبار ج ١ ص ١٥١" قال الحطيئة العبسي:
فَأتبَعْتهم عَيْنيَّ حَتَّى تَفَرَّقَتْ … مَعَ اللّيل عَنْ (سَاق) الفَريد الجَمَائِل
(١) العُرَيجاء: ماء يقع شمالًا غربيًّا من مدينة رنية بمسافة ٥٢ كيلومترًا وهو من مياه قبيلة سبيع.
(٢) الضلع: هو جبل رايان.

<<  <  ج: ص:  >  >>