للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأبرق هي الجبال المكسوة بالرَّمل، والبرث هو ارتفاعٌ لونه أبيض متصل بحجارة تحيط به الأراضي الهشَّة والسبخات، قال سعود بن مزيد السُّبيعي:

بَرْثَ اللَّحْمَ قَوْسِ سُبيع … يَزْمِي عَلَى البُعْد فالحرَّهْ

والبرث الآخر يسمى برث رايان، نسبة إلى جبل رايان (١) الذي يراه المسافر إلى رَنْيَةَ على يمينه معترضًا وبجواره جَبَلَا القوس وشثران (٢).

ويقع بالقرب من رايان خبراء كبيرة تسمى خبراء ابن تشيم نسبة إلى هذا الرجل، وخبراء أخرى كبيرة تسمى خبرا الرُّوَيبي، نسبة إلى سُبَيْعي من الرُّوَبَة - الزكور- أهل رنية، وهذه الخبراء يَمكث الماء فيها فترة طويلة وتحيط بها الأشجار الكبيرة والجبال العالية. وهي موازية لوادي المَشْقر، في جهته الجنوبية.

أما الجَعَدة فيسيل منها عدة أودية مثل (المَدْسِمْ) الذي يجاور وادي الجعدة ويوازي واد حثاق، على بعد ١٠ كيلوات قال أحد شعراء الخرمة:

سَالْ مَشْقَر شَعِيب النَّاصِفَهْ معْ حَثَاقْ … وَزَاهُم وَادي المَدْسِمْ مَعَ اللِّي وَرَاه (٣)

ثُم تَعَلَّى عَلَى مَفْحَلْ (٤) وذِيكْ .. البِرَاقْ … زَانْ بَرْقُهْ مَعَ الغُبْشهْ وهَيّضِ سَنَاه

رَوَّح الوَسْم .. للحرَّة .. وضِلْعَانْ سَاق (٥) … زيْن مِرْباع خِلِّي وَسْط جَوَّ نَفَاه


(١) جبل رايان داخل الحرَّة بينها وبين جبال العاقر بجواره بئر الجوهرية وآبار أخرى للصملة من بني عمر، وحوله آثار بيوت دائرية ومربعة من الأحجار، كما توجد آبار مطوية بالأحجار .. قال الهلالي:
الرَبْع يَلّى نَزَلتُوا يَمّ رَايَانْ … لَا والله اللِّي غَدَيْتُوا في حَصَى الحَرَّهْ
(٢) القوس وشثران من جبال الحرَّة، علمان بارزان سوف نتحدث عنهما في حديثنا عن حرَّة القوس والناصفة.
(٣) اللي وراه: يعني الذي وراءه وهو وادي المشقر وبينهما ١٣ كيلومترًا.
(٤) مفحل: واد كبير يسيل من الحرَّة، متجهًا غربًا، ويصب في وادي سُبيع بالقرب من قرية الحجف وقد ورد اسم مفحل في معجم ياقوت وقال إنه في نواحي المدينة (ج ٥ ص ١٦٣).
وقرنه الشاعر عرعرة النميري العامري بحرَّة القوس التي يسيل منها حيث يقول:
بحرَّة القَوْسِ وَخَبْتي مَحْفَلٍ … بَيْنَ ذراه كالحريق المشعل
ومحفل تحريف مفحل بدليل أنه يبدأ من حرَّة القوس.
(٥) جبل ساق بين السُّدَيْرة وتُرَبَة، من السديرة مسافة ساعة وربع تقريبًا بالسيارة وهو من مساكن بني هلال ابن عامر بن صعصعة، وحذاؤه جبل فاس، وبجوارهما جبل عنَّ، أما ساق وفاس فيعرفان قديمًا باسم القفا وبس، وقد اندرس اسمهما وحل محله فاس وساق، وأهل تلك الأماكن من البقوم وبني الحارث يسمونهما بهذين الاسمين (انظر نظرات في الأدب والتاريخ والأنساب لعلي العبادي ص ١١٦). =

<<  <  ج: ص:  >  >>