للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى بُعد نرى جبال العاقر ونعمي (انظر "العرب" ٢٥/ ٢٣٠)، وسَفيرة إلى الجنوب الغربي، والغراميل وحِسن مما يلي مطلع الشمس ومناهل السُّدَيْريَّة والقُنْصلية وجبال ذُرَيْرات إلى الشمال الشَرقي (١) وعلى بعد في الشمال الغربي جبال الإظْفَارة (٢) وغُرَّبْ وبرام [عن برام انظر "العرب" ٢٥/ ٢٣٠]. وفي أسفل الجبل ملازم مياه تسمى (الرَّدْهَاء) ويقع شرقًا منه جبل تُوَيْن - تصغير تِين. قال الشاعر:

نَوٌّ عَلَى مَثْنَاةْ نَجْدٍ ينَزِّلْ … مِثْلَ الْهضابْ المِزْن تَشْفَقَ له العَيْنْ

نَوٌّ من القِبْلَةْ برُوقُهْ تشَاعَلْ … تِبْرِقْ مقادِيْمهْ على تِيْن .. وتوَيْن

وتُوَيْنُ: جبيل صغير، يبعد عن تين ثمانية كيلوات إلى الشرق، بينهما جبل النُّصَيْلَةَ، قال الشاعر ابن مَزْيَدَ السُبيعي:

يَا تِيْنْ يَاللِّي عَنْكْ شَرْق النِّصِيلَهْ … وَحسِّنْ وَرَاهَا ومن جنوبَ الْغَرَامِيلْ

ما شِفْتْ لي يَاتِيْن ذِيْكَ القَبَيْلهْ … آلَادْ .. الأَجْرَب صُلْبْ جَدِّيْ مَشَاكِيْلْ

يَاتِيْن يَاراعيْ العُلُوْمَ الجَمِيلَهْ … يَامَا نَطَحْنَا دُوْنْ سَفْحِكْ رَجَاجِيلْ

والأرض بينه وبين جبال ضَبع والغراميل، أرض مستوية خضراء تسمى أرضٍ معاشير، نِسْبة إلى أودية معشر، المتجهة نحو الشرق تكثر فيها نباتات الرِّمْث والنَّصيّ ونباتات متنوعة بريَّة تُزَيِّنُ رقعة الأرض، كَلَوْحة فَنِّيَّة يملأ عبيرها أجواء المنطقة رائحة عطرية شذية .. وما أجمل منظر الإبل المنتشرة في مراعيها … والرعي وهو يتجوَّل على راحلته متابعًا خلفاته وعشائره، في لوحة غنية بكل المعطيات الفنية والصور الرائعة التي تشكل في مضامينها تلك الرحلة الغارقة في براءة الحياة وعفويتها.


(١) ذُرَيْرَاتْ: واحدها ذُرَيْرَة مصغرة كأنه تصغير ذَرَّة، هضيبات بجوارها عدة آبار ومناهل شمال شرق جبل تين، غربًا من كتيفان تبعد عن تين ٢٦ كيلومترًا.
قال عسكر النميري العامري:
إلى ذَاتَ أبواب فَحَزم ذُرَيْرة … فَبطن عِتَانٍ من رُبَا وحُزوْمِ
والآبار تبعد عن جبيلات ذريرة كيلوين فقط إلى الجنوب، وهي من آبار القريشات من سُبيع عنها في الغرب يميل نحو الجنوب آبار الشريفية بني ثور من سُبيع، وحول ذريرة أشجار مختلفة مثل العُشَر والرَّمْث والغضا.
(٢) الإظْفَارَة: جبل يبعد عن وادي سبيع ١٨ كيلومترًا إلى الشمال الغربي بينه وبين جبل برام عشرة كيلوات والإظفارة جنوبًا من جبال الشهبان، وأقرب القرى إليه قرية أحجيف، أرضه طيبة فيها الغضا والرمث والأعشاب البرية المنوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>