للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويذكر الفيف: هناك موضع يتوسط المواضع التي ورد ذكرها أيَّام فيف الريح في أشعار بني عامر، ويعرف بحزم مرِيح، ولعله تحريف فيف الريح، والمواضع هي على الترتيب من الجنوب إلى الشمال: الذِّهاب، حُوَيّ، الفيف، العرقوب، كَوْرَى أُثالٍ، وبَضيع.

قال أبو عبيدة (١): كانت وقعة فَيْف الريح وقد بُعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مكة قال: كانت بنو عامر بن صعصعة من هوازن (٢) تطلب بني الحارث بن كعب من مَذْحِج بأوتَار كثيرة فجمع لهم الحصين (٣) بن يزيد الحارثي، وكان يغزو بمن يتبعه من قبائل مَذْحِج، وأقبل في بني الحارث وجُعفيّ وزُبَيْد وقبائل سعد العَشيرة ومُراد وصُدَاء ونَهْد، واستعانوا بقبائل خَثْعم، فخرج شهرانُ وناهسُ وأكلب عليهم أنس بن مدرك (٤) وأقبلوا يريدون بني عامر، وهم منتجعون (فيف الريح) (٥) ومع مَذْحجٍ النساءُ والذراري، فاجتمعت بنو عامر كلها إلى عامر بن الطفيل الكلابي (٦) ما عدا بنو هلال بن عامر لم يشهدها منهم أحد.

قال: فالتقى القوم فاقتتلوا قتالًا شديدًا ثلاثة أيام، يغادونهم القتال، وأسرع القتل في الفريقين جميعًا ولم يشتغل بعضهم عن بعض بغنيمة.

قال عامر بن الطفيل الكلابي العامري (٧):

والحيُّ من كعبٍ وجَرْم كُلَّها … بِالقَاع يوم يحثُّها الجَلْدُ

بِالْكَوْرِ ثَوى الحصينُ وقد رأى … عَبْدَ المَدَانِ خيولها تَعْدُو

الكور ههنا: كور أُثال - انظر معجم البكري -

وقال ذُو الجوشن أوْسُ بنُ الأعور الضبايي الكلابى العامري (٨): يرثي أخاه الصُّميل بن الأعور الضِّبابي وقد أُصيب في أُثال، قال:


(١) انظر أيام الحرب ص ١٣٢ وما تشير إليه من مراجع.
(٢) بنو عامر بن صعصعة من هوازن من قيس عيلان ومنهم بطون كثيرة وكان عليهم عامر بن الطفيل الكلابي العامري.
(٣) هو ذو الغصة من الحارث بن كعب البكري رسم (فيف الريح).
(٤) أنس بن مدرك الخثعمي.
(٥) انظر "معجم البلدان" و"معجم ما استعجم" و"النقائض" و"العقد الفريد" و"نهاية الأرب" للنويري.
(٦) "أيام العرب" ١٣٥ بُضَيْع: جبل يقع غربي كَور أُثال وفيه مورد ماء قديم.
(٧) المصدر نفسه من معجم البكري رسم (فيف الرِّيح).
(٨) المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>