للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمْسَى بِكَوْرِ أُثالٍ لا براحَ به … بعد اللِّقَاءِ وأَمْسى خائِفًا وَجِلَا

وقال أبو داود الرُّؤاسي العامري (١):

وَنَحْنُ أهْلُ بُضَيع يوم واجهنا … جَيْشُ الحُصَيْنِ طِلاع الخائِف الْكَزِمِ

ساقوا شُعُوبًا وعنْسًا مِنْ ديارِهِمُ … ورجْل خثْعَمَ مِنْ سَهْلٍ وَمِنْ عَلَمِ

وقال أيضًا:

ظَلَّتْ يَحَابِرُ تدعَى وَسْطَ أرْحُلِنَا … والمستميتونَ مَنْ حَاءٍ ومن حَكَمِ

حتَّى تولوا وقد صارت غنيمتُهُم … طعنًا وضربًا عريضًا غيرَ مُقْتَسَمِ

وقال عامر بن الطفيل العامري (٢):

أتونا بِشَهْرانَ العريْضَة كُلِّها … وأَكلُبِهَا في مثل بَكْرِ بْنِ وائِلِ

وقال أيضًا:

وخثعم حَيٌّ يُعْدَلُونَ بِمَذْحِجٍ … وهلْ نَحْنُ إلا مِثْلَ إحْدَى الْقَبَائِلِ

يحابر: مراد، حَاءُ: بطن من حكم، كور أُثال وبُضيع: جبلان

هضب الأجشر والعرقوب (٣) يُعَدَّان موضعًا واحدًا لقربهما من بعضهما البعض.


(١) المصدر نفسه و"الكامل" لابن الأثير ١/ ٣٨٧ وأيام العرب.
(٢) المصدر السابق.
(٣) العرقوب هنا هو حَبْلٌ من الرمال ممتد من الشرق إلى الغرب، وهو امتداد لنهاية نفود حنجران غربًا ويقف رأس العُرْقُوب عند جبل خَثْرم وهضابه، وهذا يقع على الطريق من رَنْية إلى بيشة وهذا العرقوب كثيرًا ما يخيف أصحاب السيارات لأنه يعوقها عن السير حيث تمسكها الرمال وتعرقل سيرها، ويضاف إلى اسم العرقوب التُّليَّة هضاب شمالي جبل خشرم، وسميت بذلك لوجود نبات يكثر حولها يعرف باسم التَّل، نبات عشبي صغير رطب تفضله الإبل على غيره.
وقد يكون هذا العرقوب من المواضع التي دارت فيها أيام فيف الريح بين بني عامر وبين مَذْحِج وأخلاطها ولا سيما أنه يتوسط المواضع التي دارت فيها المعارك فهو بنصفه مجرى حُوَيٍّ قبل أن ينتهي في المنقع، والهضب الذي يدعى اليوم باسم خشرم والوصيم والتليَّة وما حولها قد يكون هو هضب الأجشر الوارد في شعر لبيد في قوله:
يا بشرَ بشْرَ بني إياد أَيكُمْ … أَدَّى أُرَيْكةَ يومَ هَضْب الأجْشَر
وذلك أن جارية لبيد سوداء أخذها بنو الديان في ذلك، فلما علموا أنها للبيد أرسلوها، ولم يُدْرَ من أرسلها، وتدعى أُرَيْكَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>