للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٣ - سليمان بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي. يكي به والده خالد. وأمه كبشة بنت هوذة بن عمرو من ولد رزاح بن ربيعَةَ. وقيل بأن أمه أم أخيه عبد الله: أم تميم بنت الحارث بن جندب بن عوف بن الحارث بن خبيب بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسي وهو ثَقِيف بن منبه.

كان فارسًا مقدامًا من الشجعان الصناديد، الذين لا يشق لهم غبار.

لما رأى منه الكفرة هو ومن معه البسالة نصبوا لهم كمينًا، وأحاط به كردوس نحو ألفي فارس فعقروا جواده من تحته، فصار يضرب فيهم بالسيف حتى قطعت يده اليمنى فتناول السيف بيده اليسرى وصار يضرب فيهم بها حتى قطعت فأحاطوا به من كل جانب، وطعنوه في صدره نحو عشرين طعنة حتى قل حيله وسقط على الأرض، ثم تنفس وقال: (الساعة نلقى الأحبة) ولما رآه عبد الله بن المقداد على ذلك المصرع صاح قائلًا: (لا حياة بعدك يا أبا محمد والملتقى في جنات عدن).

وقد نعاه عمار بن ياسر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - هو وعبد الله بن المقداد ومن مات معهما بقوله:

يا عين اذرفي الدمع منك الصبيب … ثم اندبي يا عين فقد الحبيب

وانعي لمقتول غدا في الفلا … مجندلًا وسط الفيافي غريب

وابكي سليمان ولا تغفلي … فأمره والله أمر عجيب

وتحذر الأعداء من بأسه … لو أنهم أعداد رمل الكئيب

فيا حمام الأبك نوحي إذًا … على فتى كان غصنًا رطيب

وأعلمي بما جرى خالدًا … لعله يبكي بدمع صبيب

وأخبري المقداد من بعده … بأن عبد الله أضحى سليب

بل واندبي الأخبار من بعدهم … وكل قرم للمعالي مصيب

<<  <  ج: ص:  >  >>