للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تستهدف الاستيلاء على عاصمة البيزنطيين بقيادة عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد سنة ٥٣ هـ - ٦٧٣ م يؤازرها اسطول بحري، وذلك عندما أرادت الإمبراطورية البيزنطية إعادة تنظيمها، وتدعيم البنود أو الأقاليم البحرية.

وهذه الحملة بدأت حرب السنوات السبع التي ظلت حتى سنة ٦٠ هـ إلَّا أن معاوية - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - دخل في مفاوضات مع الدولة البيزنطية لشعوره بدنو أجله وحنكته ومعرفته بأن الخلافة والمحافظة عليها في آل بيته تحتم عليه وضع القوات تحت تصرف ابنه يزيد الذي شارك في الحملات على القسطنطينية وحاصرها حتى يتمكن - بالمفاوضات - من مواجهة المصاعب (١).

والراجح أن وفاته كانت في سنة ٤٦ هـ.

قال موفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي في (التبيين في أنساب القرشيين) (٢): (وكان لخالد من الولد ابنان: عبد الرَّحمن والمهاجر، كانا غلامين على عهد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكان عبد الرَّحمن مع معاوية، والمهاجر مع علي، ويقال: إن المهاجر قُتل يوم صفين، وترك ابنًا له اسمه خالد، وكان عبد الرَّحمن من فرسان قريش وجلتهم وفضلائهم، له هدي حسن، وفضل وكرم، فلما أراد معاوية - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - البيعة ليزيد خطب النّاس فقال: لقد كبر سني؛ وقرب أجلي؛ وأردت أن أعقد لرجل يكون نظامًا لكم؛ فاختاروا لأنفسكم، فإنما أنا رجل منكم، فاجتمعوا وقالوا: رضينا عبد الرَّحمن بن خالد، فشق على معاوية، ثم إن عبد الرَّحمن مرض فسقاه طبيب يهودي يقال له ابن أثال شربة قتله بها، فعيَّر عروة بن الزبير خالد بن المهاجر بترك الطلب لثأره، فخرج خالد ونافع مولاه من المدينة حتى أتيا دمشق، فرصدا الطبيب ليلًا عند مسجد دمشق، وكان يَسِمُ (٣) عند معاوية، فلما انتهى إليهما ومعه قوم


(١) انظر: تاريخ الأمم والملوك ج ٦ ص ١٤٧، تاريخ بلاد الشام ص ٣٦٤، ٣٩٨.
(٢) التبيين في أنساب القرشيين ص ٣٠٩ - ٣١٠.، انظر: المغازي الأولى ص ١٢، موجز سيرة خالد ص ١٠٧.
(٣) يسم: أي يسهر ليلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>