من حشم معاوية حملا عليهم، فانفرجوا عنه، وضرب خالد اليهودي فقتله، ثم انصرف إلى المدينة وقال:
قضى لابن سيف الله بالحق سيفه … وعدى من حمل الدخول رواحله
فإن كان حقًّا فهو حق أصابه … وإن كان ظنا فهو بالظن فاعله
سل ابن أثال هل ثأرت ابن خالد … وهذا ابن جرموز فهل أنت قاتله
يريد أن بني الزبير لَمْ ينتصر واحد منهم لأبيه فيقتل ابن جرموز الذي قتل الزبير بن العوام - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.
وذكر عدد من المؤرخين أن ابن أثال النصراني دس إلى عبد الرَّحمن بن خالد شربة مسمومة مع بعض مماليكهـ فشربها فمات بحمص … وعندما قدم خالد بن عبد الرَّحمن ابن خالد بن الوليد المدينة جلس يومًا إلى عروة بن الزبير، فسلم عليه، فقال له عروة: من أنت؟ قال: أنا خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد، فقال له عروة: ما فعل ابن أثال؛ فقام خالد من عنده، وشخص متوجهًا للشام ثم رصد لابن أثال وضربه بالسيف فقتله، فرفع إلى معاوية، فحبسه أيامًا وأغرمه ديته، ولم يقتده منه. ورجع خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد إلى المدينة ثم أتي إلى عروة فسلم عليه، فقال له عروة: ما فعل ابن أثال؟ فقال له خالد: قد كفيتك ابن أثال، ولكن ما فعل ابن جرموز؟ - وكان ابن جرموز قد قتل الزبير والد عروة - فسكت عروة. وقال خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد حين ضرب ابن أثال:
أنا ابن سيف الله فاعرفوني … لَمْ يبق إلَّا حسبي وديني
وصارم أصابه يميني (١)
وقيل: بأن الذي عيَّر خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد هو ابن المنذر بن
(١) تاريخ الأمم والملوك ج ٥ ص ٢٢٧ - ٢٢٨، زيدة الحلب من تاريخ حلب ج ١ ص ٤٢ - ٤٣.