للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها فخر بالنصر واعتراف بجهد المجاهدين، وعمل العاملين، وفيها استعطاف وتوجيه، استعطاف للمحتاجين، وتوجيه للحكام إلى مواطن الشر حتى يُستأصل.

وقصائده التي قالها يعظ قومه ويذكرهم، تنضح عن نفس طيبة خيرة، ويبدو أن الشيخ كان يقف موقف المدافع دائمًا؛ ولذلك فقد كان قاسيا في وصف العلوم التي وفدت على العالم الإسلامي من أوروبا، وقد كان لسوء العرض، وما عرف عن أوربا من خلاعة ومجون، أثر كبير في أن لا يطلع علماء المسلمين في ذلك الوقت على الحقائق اطلاعًا واسع الأطراف، يمكنهم من الحكم الواعي السليم.

ولم نعثر في الرثاء إلا على قصيدة واحدة، رثى بها الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك.

وتوفي -رحمه الله- سنة ١٣٦١ هـ أو ١٣٦٢ هـ.

قال الشيخ عبد العزيز العلجي، في دخول الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- مكة:

ليهن بني الإسلام فجر من الهدى … محا نوره ليل المكاره مذ بدا

ويهنيهم حفظ الثغور وطيبة … وأم القرى لا عانقتها يد الردى (١)

بعزم إمام ثبت الله أمره … وأورثه حلمًا ورأيًا مسددا

وقلده المولى رعاية خلقه … فأعطاه علمًا كافيًا ما تقلدا

فكانت ملوك الأرض شاهدة له … بأن كان في فن السياسة أوحدا

إذا راعت الأعداء هيبة جنده … علاهم برأي كان أمضى وأجودا (٢)

يكاد لحسن الرأي يدرك يومه … بظن صدوق منتهى أمره غدا


(١) طيبة: المدينة، أم القرى: مكة المكرمة.
(٢) راعه يروعه: أخافه.

<<  <  ج: ص:  >  >>