سالم المذكور وكان ذلك في ٢٥ ربيع أول عام ١٣٠٣ هـ - يناير ١٨٨٦ م وعودة سويلم بن جرمي قليدًا للترابين من أبي ستة، فجدد الفليدان العهود والمواثيق في استمرار الصلح والوفاق. وفي أوائل سنة ١٨٨٩ م أيام كان محمود بيك محافظًا للعريش وقع خلاف بين الترابين والسواركة فلجأ كل فريق إلى أخذ جمال الفريق الآخر بالوثاقة وكاد الأمر يفضي إلى فض النقا أي بلغة البادية إعلان الحرب، فتدارك محمود بيك الأمر بحكمته وعيَّن مندوبين من محافظة العريش وأرسل إلى قائمقامية غزة فأرسلت مندوبين من قبلها فاجتمعوا في بيت مهيزع الترباني بحضور قليذي السواركة والترابين وأعيانهم وعقدوا صلحًا في ٣ جماد الآخرة عام ١٣٠٦ هـ/ ٤ فبراير عام ١٨٨٩ م ولا يزالون عليه للآن.
"حادثة الفرس" في سنة ١٩٠٤ م ساق بعض الترابين ومعهم عساكر من خان يونس، تسعة رءوس بقر للرميلات وكان المحافظ على العريش إذا ذاك محمد بيك إسلام، فكتب إلى قائمقامية بئر السبع في ردها، ومضى ستة أشهر بلا نتيجة حتى فرغ صبر الرميلات، فركب عشرة من فرسانهم إلى بلاد الترابين "المغاصبة" فأخذوا فرسًا للشيخ قعود المغاصيب وأتوا بها إلى بلادهم، فقام فرسان المغاصبة وراءهم فلم يدركوهم.
وبعد ذلك بأيام أرسلوا خبرًا للرميلات يقولون: لاقونا في بيت سلَّام عرادة عمدة السواركة في الخروَّبة في يوم كذا للتقاضي عنده فاجتمعوا في الميعاد فرد الترابيين البقر للرميلات واستردوا فرسهم، فنظم فرج سليمان شاعر الرميلات قصيدة طويلة في ذلك جاء في ختامها:
جنَّك عشر فرسان في رايق الليل … حامت عليك الخيل زي الحديَّاتْ
خذوا الفرس منك والعين بتشوف … تبكي عليها بالدموع السخيَّات
لازم تجيب الحق وتدور دورين … لتذوق من ضرب السيوف الطريرات
لازم تحط الحق يابو مغيصيب … ما يضيع حق يطلبوه الرميلات