للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوليد -رضي الله عنه- قافلًا من نجد مع طائفة من بني مخزوم فأكرم مثواه، وأعزه، ولم يكن لفضل أمير ربيعة سوى بنت اسمها (البيضاء)، ويلقبونها (الفاطر)، وكان قد أسن، ولم يكن له إذ ذاك بآل الفضل ابن ربيعة من يقوم مقامه، ويشاكله في شأنه، وعظم بيته، فتوسم النجدة، والغيرة، وعلو الجانب بمهنا بن فضل الخالدي فزوجه ابنته (البيضاء). وكان لمهنا زوجة أخرى من بني عمه، له منها ولد اسمه (مصلت) -سبق ذكره - فأعقب من البيضاء بنت الأمير فضل الطائي الربيعي: سليمان، وعيسى، وإليهما انتهت إدارة آل فضل.

الخامس -وقال أيضًا صاحب الروض البسام (١) بأن إمارة ديار نجد، ورياسة قبائلها كانت منحصرة في الأمراء من بني خالد -رضي الله عنه- من عهد أحفاده الكرام بطنًا بعد بطن، وأنهم انحازوا إلى الإحساء، وأن بقاياهم إلى الآن بها، وأنه يقال لأسلافهم: آل منيع، وآل عريعر.

وذكر بأن آل عريعر أبناء عم لأمراء بني خالد بالشام، وأنه إلى مصلت بن مهنا بن فضل الخالدي ينتهي نسب أمراء بني خالد وشيوخهم آل عبد القادر بن ناصر العاصي الذي سبق ذكر نسبه، ويقال لهم آل الفاضل أيضًا، وذكر أن إمارة طوائف عرب الشام تدور بين أمراء ربيعة، وبين بني عمهم آل الفضل بن مصلت بن مهنا أمراء بني خالد، وأنه قد ذكر الشيخ ابن الوردي، وأبو الفدا صاحب حماة في تاريخهما، والحافظ ابن حجر في مشيخته ودرره جماعة من أعاظمهم منهم حسام الدين المهنا ابن عيسى وهو من أجداد أمراء بني خالد وشيوخها.

وبعد ذكره أن إمارة عرب الشام كانت تدور بين آل الفضل الذين هم أجداد آل الناصر العاصي شيوخ بني خالد وبين بني عمهم آل مهنا أمراء ربيعة قال: ومن الموازنة التاريخية يعلم أن أمراء ربيعة آل مهنا كانوا أكثر مكنة في الإمارة من الفخذ الآخر أعني


(١) انظر: الروض البسام ص ١٠، ١١، ١٥، ١٦، ١٧، ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>