الهجرة، هم الآن منذ ألف ومائة سنة مفترقون، بل أظنهم ببعضهم وكيفية اتصال كل من الفرقتين بالأخرى هم جاهلون، وإنهم كما افترقت سلسلة نسبهم فكذلك تفرقوا، فآل الملحم من بني مهنا في آل حسنة من ربيعة، وآل الناصر من بني مهنا في بني خالد مع قبيلتهم بني مخزوم. قد سبق أن المؤرخين ذكروا جماعة من أعاظم هذا البيت، ونبهوا على شأنهم منهم: سليمان بن مهنا بن عيسى، ومهنا ومحمد ابنا عيسى، وأحمد وفياض ابنا مهنا، وفضل بن عيسى، وهو الذي ملك البصرة من قبل ملك العراق، نص على ذلك أبو الفدا في تاريخه، ومنهم الأمير سيف الدين غدا ابن هبة الله ابن مهنا الذي رحل من ديار الشام إلى السلطان غياث الدين تغلق ملك الهند والسند وجميع تلك الأقطار، واتصل به وعظم السلطان المشار إليه شأنه، وزوجه بأخته، وقربه، وأحسن إليه كل الإحسان. وقد ذكر القصة الفاضل ابن بطوطة في رحلته، وفصل كيفيتها فتراجع. ومنهم محمد بن أبي بكر بن علي وهو الذي صار أمير عرب الشام سنة تسع عشرة وسبعمائة مكان مهنا بن مانع، والأمير سليمان بن مهنا، والأمير عيسى بن فضل، وفياض بن مهنا، والأمير سيف بن فضل بن عيسى، وهو الذي ولي أمر العرب بعد أحمد بن مهنا؛ ولذلك كثر أحمد الفتن وأخاف السبل، ومشيرًا إلى هذه الواقعة يقول ابن الوردي بعد نقل القصة في تاريخه:
نريد لأهل مصر كل خير … وقصدهم لنا حتف وحيف
وهل يسمو لأهل الشام رمح … إذا استولى على العربان سيف
ومن الذرية الخالدية جماعة في القدس الشريف يعرفون بآل الخالدي منهم شيخ الإسلام الشمس الذي سبقت ترجمته، وقد تسلسل فيهم الأفاضل والعلماء والأماثل.
ومن بني خالد بديار الشام، وحلب، في القرى والبادية ألوف، ومنهم بجزيرة الشرف بديار الأكراد بيت معروف وفي رجاله من القديم إمارة الجزيرة، وإليه ينتهي التقي دفين صالحية دمشق بدرخان باشا -رحمه الله- المتوفى سنة ١٢٨٦ هـ وله عدة