للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حمص، وخالد من عرب الحجاز يدعون أنهم من عقبه -ثم قال الحمداني:- ولعلهم من سواهم من بني مخزوم، فهم أكثر قريش بقية، وأشرفهم جاهلية) (١) ا هـ. وهذه العبارة يفهم منها تردده في هذه المسألة بقوله: (لعلهم).

واستمر عدد من النسَّابين، والمؤرخين غير المحققين في نقل ذلك مثل ابن الأثير الموصلي (٢) وابن فضل الله العمري (٣)، ولم يقتصر الأمر على القول بانقراض ذرية خالد ابن الوليد، بل إن محمود شكري الألوسي (٤) قد تجاوز القول بانقراض ذرية خالد بن الوليد إلى القول بأن خالد بن الوليد لَمْ يعقب ولدًا، وزعم إجماع النسَّابين والمؤرخين على ذلك.

وقبل الرد على هذه الأقوال فإنها تجدر الإشارة إلى أنه يوجد بين آل الزبير بن العوام - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وبين آل خالد بن الوليد ضغائن، وإحن، ومن أسبابها:

١ - شعور آل الزبير بالإهانة من آل خالد بسبب لمز خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد ابن الوليد لعروة بن الزبير بعد ثأر آل خالد في عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد بقتل ابن أثال الذي دس السم لعبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد ومات بسببه بعد تعبير عروة لخالد ابن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد بقوله: ما فعل ابن أثال؟ حيث سافر خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد إلى الشام على أثر ذلك وقتل ابن أثال ثم عاد من الشام إلى المدينة وجلس بجانب عروة، وعندما سأله عروة مكررًا عليه سؤاله السابق، أجابه خالد بقوله: كفيتك ابن أثال، ولكن ما حال ابن جرموز - يقصد أن ابن جرموز قد قتل الزبير بن العوام والد عروة ولم يأخذ آل الزبير الثأر فيه (٥).


(١) قلائد الجمان ص ٢٤٥.
(٢) اللباب ج ٣ ص ١٤٣.
(٣) مسالك الأبصار ص ١٤٣.
(٤) المسك الأذخر ص ٢٤٨.
(٥) تاريخ الأمم والملوك ج ٥ ص ٢٢٧، البداية والنهاية ج ٨ ص ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>