للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب - أن الجمانة بنت المهاجر بن خالد بن الوليد نظرت إلى: عبد الله بن الزبير وهو يرقى المنبر يخطب في يوم جمعة فقالت حين رأته رقى المنبر: أيا نقار، يا نقار (١)، أما والله لو كان فوقه نجيب من بني أمية، أو صقر من بني مخزوم، لقال المنبر: طيق طيق (٢). فأني كلامها إلى عبد الله بن الزبير فبعث إليها فأتي بها، فقال لها: ما الذي بلغني عنك يا لكاع؟ قالت: الحق يا أمير المؤمنين. قال: فما حملك على ذلك؟ قالت: لا تعدم الحسناء ذاما، والساخط ليس براض، ومع ذلك فما عدوت فيما قلت لك أن نسبتك إلى التواضع والدين، وعدوك إلى الخيلاء والطمع، ولئن ذاقوا وبال أمرهم لتحمدن عاقبة شأنك، وليس من قال فكذب كمن حدث فصدق، وأنت بالتجاوز منك جدير، ونحن للعفو منك أهل، فاستر على الحرمة تستتم النعمة، فوالله ما يرفعك القول ولا يضعك، وإن قريشًا لتعلم أنك عابدها وشجاعها ولسانها، حاط الله دنياك، وعصم أخراك، وألهمك شكر مولاك (٣).

والشاهد من هذا أن الجمانة صرحت لابن الزبير بعداوة قومها له في قولها بأنها نسبت عدوه إلى الخيلاء، وذكرها للسخط وهو من العداوة.

ج - أن خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد لما دخل مع بني هاشم الشعب اضطغن ذلك ابن الزبير عليه فالقى عليه زق خمر وصب بعضه على رأسه، وشنع عليه أن وجده ثم من الخمرة فضربه الحد (٤).

د - أن آل خالد بن المهاجر على مذهب أبيهم المهاجر بن خالد بن الوليد في محبة


(١) النقر وهو بالفتح اضطراب اللسان، وبالكسر مراجعة في الكلام، والمراد أنَّها تعرض بعبد الله وأنه ليس بالخطيب الذرب اللسان.
(٢) طبق حكاية صوت الحجر، والمراد أنه ضعيف لا يملأ فراغ المنبر ولو كان غيره خطيبا من بني أمية أو بني مخزوم لاهتز المنبر منه.
(٣) أعلام النساء لعمر رضا كحالة ج ١ ص ١٧٠.
(٤) شخصيات الأغاني ص ١٩٥، جمهرة النسب لابن الكلبي، تحقيق الدكتور ناجي حسن ص ٨٨ ط الأولى. قلت: لَمْ أتحقق من صحة هذا القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>