للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آل هاشم، ومن ثم فإنهم يبغضون عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير - الذي هو والد المصعب الزبيري - لتحامله على آل البيت، ولكونه من شرار النّاس (١).

مما تقدم يتضح وجود الأسباب التي أفضت إلى العداوة بين آل خالد بن الوليد وبين آل الزبير بن العوام بصفة عامة، وبين آل خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد وبين آل الزبير بصفة خاصة. والعداوة تورث، والعدو لا تقبل شهادته على عدوه فضلًا عن خبره عنه. إضافة إلى أن كتاب (نسب قريش) المنسوب للمصعب الزبيري، هو رواية عاشت في الأندلس، قيل بأنه رواها ابن أبي خيثمة عن مصعب (٢). هذا، ومن تتبع القول بانقراض العقب الخالدي، والقول بإجماع النسَّابين والمؤرخين على ذلك، ظهر أن ابن فضل العمري قد أخذه عن الحمداني وهو بدر الدين أبو المحاسن يوسف بن أبي المعالي ابن زماخ المعروف بابن سيف الدولة الحمداني، وأن ابن فضل الله العمري قد استقى معلوماته عن القبائل، والبطون، ومناطق انتشارها من المهمندار المعاصر لأواخر الدولة الأيوبية وأوائل الدولة المملوكية وهو (الحمداني) المذكور، وأنه اعتمد أيضًا على الحمداني كل من: القلقشندي، والمقريزي في معلوماتها عن القبائل وأنسابها، وأن القلقشندي ينقل أيضًا عن العمري الذي ينقل عن الحمداني (٣). وأن العمري ليس بنسابة، ولا بمؤرخ، وإنما هو من المشتغلين في علم الجغرافيا (٤). أما القلقشندي، والمقريزي فإنهما من المؤرخين والنقلة للأنساب لا من المحققين فيها.

وتبعًا لهذا فإن من أسباب كثرة أخطاء النسَّابين، والمؤرخين اعتمادهم على أقوال السابقين لهم دون أن يحققوها، فمثلًا نجد القلقشندي يقول: (بنو منقر) (٥) بكسر الميم،


(١) الفهرست لابن النديم ص ١٦٠، مقدمة كتاب نسب قريش ص ٦.
(٢) مقدمة كتاب (نسب قريش) ص ٥، موارد الخطيب البغدادي ص ٢٠٧.
(٣) مسالك الأبصار ص ١٧، قلائد الجمان ص ١٤٥، نهاية الأرب ص ٢٢٦، ٢٢٧.
(٤) أعلام الجغرافيين العرب ص ٥٤٨ - ٥٤٩.
(٥) بنو منقر ما زال يوجد عائلات منهم بهذا الاسم في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية، ومنهم أيضًا: أسرة آل منقور أسرة كريمة مشهورة في مدينة حوطة سدير التي تقع على شفير وادي الفقي بنجد ومنها الشيخ: أحمد المنقور.

<<  <  ج: ص:  >  >>