للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن خيلي، وسلاحي على ما جعلته في سبيل الله عزَّ وجلَّ، وداري بالمدينة صدقة، وكنت أشهدت عمر بن الخطاب ونعم العون هو على الإسلام، وقد جعلت وصيتي وإنفاذ عهدي إلى عمر، فقدم بالوصية على عمر فقبلها، وترحَّم عليه (١).

فإنه يتضح أن خالد بن الوليد قد أوصى بأن تكون داره بالمدينة صدقة؛ أي أنَّها ليست ضمن تركته التي خلف لأولاده بعد وفاته، ومن ثم فإن الاستدلال بإرث الدار قد انهار.

٦ - إن ممن قالوا بانقراض عقب خالد بن الوليد من ناقض نفسه بنفسه مثل ابن الأثير، حيث قال: (قلت: ولم يعقب عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد) (٢)، ثم تراجع وأثبت العقب لعبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد، حيث ذكر خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد في تاريخه: (الكامل) (٣) عند ذكره لقصة قتل ابن أثال لعبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد، وثار خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد لأبيه من ابن أثال بقتله له.

وقد أثبت عدد من النسَّابين والمؤرخين خالد بن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد، كما ثبت تسلسل ذريته (٤).

وكون ابن الأثير مُرّة يقول بانقطاع ذرية خالد وينسب ذلك للزبير بن بكار، ومرة يقول بأن عبد الرَّحمن بن خالد بن الوليد لَمْ يعقب ثم يعود ويثبت العقب له دليل على تراجعه عن نفيه.


(١) صفوة الصفوة لابن الجوزي ج ١ ص ٦٥٤ ط الرابعة، انظر: تاريخ الأمم والملوك ج ٥ ص ١٣٠ ط الأولى، تاريخ الخميس ج ٢ ص ٢٤٧.
(٢) اللباب ج ٣ ص ٢٦٦.
(٣) الكامل في التاريخ ج ٣ ص ٣٠٩ الثانية - سنة ١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م - دار الكتب العلمية - بيروت.
(٤) تاريخ الأمم والملوك ج ٥ ص ٢٢٧، البداية والنهاية ج ٨ ص ٣١، ج ١٢ ص ١٠٣، المنتظم ج ٨ ص ٢٧٠، صحاح الأخبار ص ٥، ٦، الدرر الكامنة ج ٥ ص ١١٥، مرآة جزيرة العرب ج ٢ ص ٣١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>