للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان قد عقب علي ابن الأثير وغيره عدد من النسَّابين، فمثلًا عند ترجمة صاحب كتاب (حلية البشر) (١) لخزام بن علي الخالدي قال ما نصه: (وقد نص صاحب قاموس العاشقين على أنه هو وأصوله من ذرية خالد سيف الله بن الوليد المخزومي القرشي الصحابي الجليل الأمير الشهير، دفين حمص، فاتح بلاد الشام وصاحب الفتوحات الشهيرة التي لا تحصى في الإسلام) - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وقال: (نعم قال ابن الأثير بانقراض ذرية سيدنا خالد في كتابه (أسد الغابة) ونقض كلامه في تاريخه: (الكامل) في غير موضع، وخالف كلامه في (أسد الغابة) جماعة من فحول أعلام العلماء منهم العلَّامة النسَّابة الإمام السمعاني، والشيخ عبد الغافر في تاريخهما، والإمام السبكي في طبقات الشافعية، والبقاعي في تاريخه، وشيخ الإسلام المخزومي في (صحاح الأخبار)، وغيرهم -رحمهم الله- وأثبتوا كلهم الذرية الخالدية، وترجموا جماعة من رجالها) ا هـ.

وقد جاء في كل من كتاب (عشائر العراق) (٢) وكتاب (الروض البسام في أشهر البطون القرشية في الشام) (٣) وكتاب (صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار) (٤): بأنه قال بعض المؤرخين ومنهم ابن الأثير - رَحِمَهُ اللهُ - أن ذرية خالد بن الوليد - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قد انقرضت وهذا خلاف المشهور المتواتر فإن الإمام السبكي، وعبد الغافر، والسمعاني، والبقاعي، وخلائق نصوا في طبقاتهم، وتواريخهم على وجود الذرية الخالدية، وترجموا كثيرًا من أكابر رجالها. أما ما رواه ابن الأثير الموصلي في تاريخه من انقراض عقب خالد، وأن النسَّابين أجمعوا على ذلك فهفوة مؤرخ لا يعبأ بها، بل إن إجماع النسَّابين على أنَّ لا عقب له في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وهذه الكلمة أوهمت ابن الأثير - رَحِمَهُ اللهُ - وقال بانقراض الذرية الخالدية بلا تؤدة. ومثله ما حكاه العدواني - رَحِمَهُ اللهُ - ولا ريب لدى عامة المحققين من


(١) حلية البشر ص ٥٨٩.
(٢) عشائر العراق ج ٤ ص ١٩٨.
(٣) الروض البسام ص ٨ فما بعد.
(٤) صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار ص ٥، ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>