العجمي اليامي القحطاني، وعبد الكريم بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز العيسى آل عطية آل زيد القضاعي.
وكان - رحمه الله - حكيمًا، ومما استفدت منه قوله: إذا أردت شراء السلعة فانظر إليها ثم انصرف عنها ثم أعد النظر إليها مرة أخرى، فإن كانت عند نظرك لها في المرة الثانية أحسن منها عند نظرتك الأولى فهي طيبة وأقدم على شرائها دون تردد، وإن كانت مساوية للنظرة الأولى فأنت بالخيار، وإن كانت أقل منها في النظرة الأولى فهي لا تصلح. وقوله: إذا جلست مع الرجل وتحدث فلا تحكم عليه في الجلسة الأولى، فإذا جلست معه مرة ثانية فإن كان كلامه أفضل في نظرك من كلامه في الجلسة الأولى فهو أفضل عقلًا مما تتصور وإن كان عكس ذلك فهو أقل.
وكان - رحمه الله - ملما بأنساب أهل الوشم وسدير، فضلًا عن إلمامه بنسب بني خالد، وبعض القبائل، وما زلت أذكر الموضع الذي جرى الحديث معه فيه بأننا من سلالة خالد بن الوليد، وعمري إذ ذاك في حدود أربعة عشر عامًا.
وأضاف الدكتور عبد الله عن والده: وذكر لي - رحمه الله - أنهم كانوا زارعين في مزرعتهم في الداهنة المعروفة باسم (نخل الزبن) في حدود عام ١٣٤٥ هـ، وأنه عندما قرب زرعهم من النضوج نضب ماء البئر، وأصبح الزرع مهددًا بالهلاك، وفيما هم في حيرة من أمرهم صعد نخلة بعد صلاة الظهر مباشرة ليؤبرها بعد اجتذاذ شوكها، وبعدما اعتلاها نظر إلى الزرع تحته، وعن يمينه وعن شماله فإذا هو قد بدأه الاصفرار من الظمأ. قال: (فأحسست بألم شديد، حيث سيتحول زرعنا إلى هشيم لا يزيد عن علف للمواشي. قال: فرفعت يدي إلى السماء متضرعًا إلى الله، وأثنيت عليه بما هو أهله، وطلبته أن يفرج كربنا بالغيث، وكانت السماء صحوًا، زرقاء فوقنا وفي الآفاق التي حولنا فدمعت عيناي، وبعد أن فرغت من الدعاء نظرت في السماء بعد أن صار عندي إحساس بأن ربي سيستجيب لي، فإذا بي أرى ما يشبه الهلال الضعيف من الجهة