للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشمالية الغربية أمام حاجبي الأيمن فلم أستبعد أن ذلك ظلال دمعة عيني، فعصرت عيني لإخراج الدمع منها ثم نظرت فإذا الذي رأيت قطعة غيم صغيرة للغاية. قال: فأيقنت بالفرج من الله ثم بدأت في اجتذاذ الشوك من عسبان النخلة وأنا ألهج بدعاء ربي وأثني عليه، وصرت أنظر إلى قطعة الغيم بين لحظة وأخرى فإذا بها تكبر بسرعة حتى صارت مزنة بيضاء، ثم بنية اللون، ثم أصبحت سوداء، وما أن انتصفت في اجتذاذ الشوك الذي تعثرت في اجتذاذه لكثرة تركي له لنظر الغيمة حتى سمعت صوت الرعد فيها. واستمريت في اجتذاذ الشوك، وبدأت في تأبير النخلة، ولم أنته من تأبير ما فلق من حملها والنزول منها إلا والمطر يسبقني بنزوله. قال: فجاءت السحابة على رؤوسنا وأمطرت قليلًا ثم اتجهت إلى فروع مسيل نخلنا وهو (شعيب القموص) فأمطرت عليه ما يقرب من ثلث الساعة فسال نخلنا وانفرج كربنا. قال: وإنني أعتبر ذلك يا ابني من آلاء الله التي لا تعد ولا تحصى، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء عنه) اه.

وأخباره - رحمه الله - التي تستحق العناية والتدوين كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.

وكانت وفاته - رحمه الله - في بيته في حي العجلية بالرياض بعد مغرب يوم الأربعاء لبلة الخميس (١٧/ ١٨) / ٥/ ١٣٨٧ هـ الموافق (٢٣/ ٢٤) أغسطس عام ١٩٦٧ م. وصُلِّي عليه بعد العشاء من تلك الليلة بمسجد فضيلة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عمر النشوان المشرف المعضادي التميمي من تلك الليلة، ودفن في القسم الشمالي الغربي من مقبرة العود بالرياض، وكان من بين مشيعي جثمانه الشيخ عبد العزيز النشوان -رحمهما الله. وعاش له من الأبناء بعد وفاته:

١ - الدكتور عبد الله، صاحب الترجمة السابقة، ومؤلف كتاب الاختيارات الزبنية.

٢ - فضيلة الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن سليمان بن عبد الله بن عبد العزيز بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.

<<  <  ج: ص:  >  >>