الفجر وأدائه لصلاته فوجئ بحاجاته تخطف من يده من قبل شخصين معهما أحد عشر شخصا آخرين، حيث كانوا مختبئين بجانبي الطريق خلف شجر الأرطى حتى تجاوزهم ثم لحقوا به وخطفوا حاجاته. قال: فنظرت ووقفت أفكر ماذا أفعل! فقال أحد الحنشل لجماعته: خذوا شوم (١) الطامة هذاه واضربوه بها وخلوه يضرب الطاروق. وقال والدي: وكان والدي - رحمه الله - جسيمًا وقويا لدرجة أنه يرفع الجمل متوسط الحجم من الأرض بيد واحدة إذا عقل الجمل في يديه ورجليه. قال: وقال والدي: فاستعنت بالله ثم تناولت الرجل الذي أشار على جماعته بضربي فضربته بالشوم فسقط على الأرض وصرت ألاحقهم واحدًا تلو الآخر وكل شخص لا أزيد له عن ضربة يهوى منها على الأرض قال: فسقط منهم سبعة وصار البقية يصيحون كل واحد منهم ينادي صاحبه، ويستغيث بهم. قال: وتفرقوا فاستصعبت ملاحقتهم فقلت لهم: اسمعوا: والله ما لكم من تفرقكم خيرة، وإن كان ما امتثلتوا ما أقول لكم قضيت على ربعكم الطايحين. قال فقالوا: ويش تقول: قال فقلت: أقول الكلام الذي سمعتوا ولكن امشوا كلكم قدامي إلى الحرّيِق. قال فامتثلوا، وقام من حصل ضربهم وهم منهكون فساروا جميعًا أمامي يحملون حاجاتي اثنان منهم حتى أدخلتهم على أمير الحريق بالوشم بعد أن ناولوني حاجاتي فقال لي أمير الحريق: ويش ها الفود يا ابن زبن فقلت له خذ من روسهم. قال: فقصّوا عليه القصّة فسر منها هو ومن تجمع عنده من جماعته، وقدم للحنشل القهوة والتمر، وقال: يكفيهم ما جاهم يا ابن زبن، وخلَّى سبيلهم. قال والدي: وبسبب هذه الحادثة تزوج والدي والدتي بنت ابن عم أمير الحريق: نورة بنت عبد المحسن بن إبراهيم الطويل.
وذكر لي والدي بأنه في حدود عام ١٣١٦ هـ كان والده عبد الله في الحريق بالوشم في زيارة لأصهاره (الطوال) من آل مشرف من المعاضيد من بني تميم، وفوجئوا قبيل