للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظهر بالرقيبة (١) في المرقب (٢) ينادي يقول: (جاكم القوم) (٣) ويكرر ذلك بأعلى صوت، قال: فتجمع أهل البلد وهم يحملون العصي والبنادق من نوع (مقمع) و (دقسا) و (صمعا - وتسمى أم نصف - عصملي) فاستبانوا الأمر بنزول جماعة من البادية من جنوبى (المقْرِح) (٤) مع شعيب الحريق يحوشون معهم قطعانًا من الإبل، والغنم، والماعز، والبقر، والحمير، حصلوا عليها من رعاة وشواوي أسفل سدير، ومرّوا على غنم أهل الحريق في الشعيب وأخذوها أيضًا. قال: فاتفق أهل (الحريق) على أن لا يستعملوا البنادق قبل بدء (القوم) بها حقنا للدماء، قال: ثم اتجهوا لملاقاتهم. قال: ومعهم والدي عبد الله وبدأ الضرب بين الفريقين بالعصي والمشاعيب (٥)، والعجر (٦). فلما طال العراك، نظر أمير الحريق لوالدي عبد الله وقال له: عبد الله يا أبا العوايد، هذا وقت النفع، قال: فقال والدي له: احفظوا ظهري من الرجال لا يشلخون رأسي، قال: فصار خلفه خمسة أو ستة من أهل الحريق فلاحظ أن في (القوم) رجلين جسماهما صغار وأفعالهما كبار، فاتجه إلى أحدهما فقبض على يديه الاثنتين وضمهما في إبطه الأيمن، وكان في يد هذا الرجل اليمنى مشعاب مُحْكِمُه على يده بسير، وفي يده اليسرى البندقية. ثم اتجه للآخر وطلب من اثنين ممن يحمون ظهره أن يمسكوا ذلك الرجل وأن يضعوا يديه في إبطه الأيسر فقاما بذلك، وكان مع ذلك الرجل مثل ما مع صاحبه. قال: فاتجه بهما إلى البلد والخمسة أو الستة الرجال يدافعون عنه حتى دخلوا بهما مع باب البلد، وجعلوهم في مجلس الأمير رهائن. . قال: وفور إدخالهم للرجلين توقف الضرب من الجانبين، وحط (القوم) رحالهم جنوب المقبرة، وجرت المفاوضات بين الجانبين، وانتهت بإعادة


(١) الرقيبة: هو الرجل الذي يقوم بمراقبة ما حول البلد خشية الأعداء.
(٢) المرقب: مبنى مرتفع يشبه البرج يبنى في مكان مرتفع وتتم المراقبة منه.
(٣) يقصد بالقوم إذ ذاك: الغرباء الذين منهم خطر.
(٤) المقرح: سهل أرض بأعلى جبل (طريق) يمتد من فروع شعيب (الحريق) جنوبًا حتى فروع مسايل المجمعة، وظلما شمالا.
(٥) المشاعيب: جمع مشعاب وهو نوع من العصي معقوفة الرأس.
(٦) العجر: جمع عجراء، وهي أيضًا نوع من العصي رأسها غليظ مبروم.

<<  <  ج: ص:  >  >>