جميع ما أخذ (القوم) من المواشي من رعاة وشواوي أسفل سدير، وغنم أهل الحريق إلا ما جرت عليه السكين قبل وصولهم إلى الحريق فإنهم يسامحون عنه، وتم ذلك.
وله - رحمه الله - أخبار مماثلة لهذه الأخبار تدل على شجاعته، وصفاته الجسمية التي عرفت من والدي أنها تشبه صفات خالد بن الوليد - رضي الله عنه. وكذلك جرأته في المواقف الكثيرة التي تعرض لها، كما أنه شاعر شعبي متمكن.
كانت وفاته - رحمه الله - بعيد انفضاض معركة السبلة عام ١٣٤٧ هـ.
ومن آل الزبن: محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
ولد في الداهنة في حدود عام ١٣١٠ هـ وكان يتصف بالكرم والشهامة، وهو قمحي اللون، وليس بالطويل ولا بالقصير، وليس بالرقيق ولا بالغليظ. يحب سماع الحكم من أهلها، وبتحدث بها وبطبقها.
ومن أخباره أنه عندما تأخر الغيث في حدود عام. ١٣٦٥ هـ اتفق مع جماعة من بادية الداهنة للذهاب إلى (الملحا)(١) لحش شيء من هشيم شجر يعرف باسم (الصبط) لمواشيهم، وهم: شارع بن فراج العريدي، وصنيتان بن صاطي العريدي، ونافع أبو ثلاثين الجميلي، وعندما مر عليهم أفادوه بأن البرد قد اشتد، وأنه به غيم وقد ينزل مطر ويشتد البرد أيضًا، وأنهم لذلك عدلوا عن رأيهم وقرروا عدم الذهاب معه، فتوكل على الله ثم اتجه نحو (الملحا) قال: وكنت بعد العصر، وبعد صلاة العشاء وصلت النفوة، وبدأ المطر في النزول وأحسست بالبرد فخفت أن تبتل جميع الأشجار ولا أستطيع أن أشب نارًا تخفف البرد عني فأنخت جملي وجمعت حطبًا كثيرًا ومنه شجر دقيق لكي أولع الحطب منه، وأدخلته تحت شجرة (إرطا) ثم ولعت النار وتدفيت وحفرت زربًا تحت شجرة كبيرة ووضعت فيه من الملة ودخلت فيه بعد أن قيدت جملي. وما إن دخل عيني