النوم حتى أحسست بشيء يرفعني من تحتي فظننت أنه وسواس ولم آبه به ولكنه استمر يرفعني من حين لآخر فعرفت أنه ليس بوسواس فقمت وشبيت النار ونظرت فإذا به حية ضخمة جدا قد خرج على رأسها وما يزيد من البوع منها فتناولت الفاس (الفاروع) وصرت أضربها به مع رأسها ورقبتها حتى قتلتها وسحبتها بعيدًا عن زربي ووضعت عليه زيادة ملة ثم رقدت فيه. وبعد أن دخل عيني النوم إذا به يحصل لي مثل ما حصل لي أولًا فظننت أول الأمر أنه وسواس ولكن تأكد لي مماثلته للأول فخرجت من الزرب وولعت النار فإذا به حية كأنها الحية الأولى فقتلتها على غرار قتلي الأولى ثم وضعت زيادة ملة في الزرب ورقدت، وما إن دخل النوم في عيني حتى سمعت ذئبًا يعوي فقمت وأحضرت جملي وأنخته عندي جاعلًا قفاه يليني لئلا يمسره الذئب، وبعد أن استقريت وكدت أنام إذا به يعوي ذئب عن يميني وذئب آخر عن يساري وثالث صوته بعيد فخفت أن يساعد بعضها بعضًا وتباغتني وتعقر جملي فخرجت من الزرب وركبت جملي متجهًا للملحا ووصلتها في منتصف الضحى وبت بها ليلة وقفلت لأهلي في الليلة الثالثة ووصلتهم اليوم الرابع.
وقد توفي - رحمه الله - في الرياض في شهر ذي القعدة عام ١٣٨٤ هـ، وله من الأبناء: عبد الله، وعبد الرحمن، وخالد، وعلي: وقد توفي عبد الرحمن في حياة والده. أما عبد الله وخالد وعلي فيسكنون حاليًا في ظهرة البديعة بالرياض، وجميعهم من رجال الأعمال الموفقين ولله الحمد، ومن الصالحين البارين بوالديهم وذويهم.
ومن آل الزبن: عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.
ولد في الداهنة في حدود عام ١٢٩٠ هـ؛ ويُلقَّب ب (الدويش) ومشهور بهذا اللقب عند عامة أهل بلدتي الداهنة، والجريفة، بسبب حادثة خلاصتها أنه في إحدى السنوات صار الشيخ: وطبان الدويش - أحد كبار شيوخ مُطير - يمشي على بلدان الوشم وسدير