يأخذ منهم ما يعرف ب (الأخاوة)، ومر على عبد العزيز المذكور وهو في الداهنة في مزرعته المعروفة بنخل عبد الله، فأدخله هو وركبه الدين معه فيها، وجذ له عذوق نخلة مشهورة اسمها (حلوة الجابية) ووضعها لهم على ثلاث (سُفَر) وثلاثة (حُصُر) وعدد من العسبان، فباشروا في الأكل، والتفت إليه الأمير الدويش وقال: يا عبد العزيز حط هذا المحماس في الخرج أخاوة، وكان قد اشترى المحماس من المجمعة وفيه سلسلة صفراء كانت سبب إعجابه به وشرائه له، فشق عليه ذلك، وضاقت عليه الحيل أمام شيخ من كبار شيوخ مُطير وركبه المشهورين بالشجاعة في القبائل، وحس بأن في أخذ محماسه الذي يحمس فيه قهوة ضيوفه ضيم وقهر كبير، فدخل القصر، ولبس حزام الرصاص، ووضع الرصاصة في بندقية عنده يسمونها (الصمعا) ويسمونها أحيانًا (أم نصف)، وأطل على الدويش وجماعته مع شرفة السطح وقال اسمع بالدويش: اليوم أن الدويش ما هو أنت، وكونك تأخذ محماسي الذي أحمس فيه قهوة ضيوفي عار علي عند الناس، وموتي أفضل من ذلك العار، وحلف بالطلاق أنك إن لم تمش أنت وجماعتك غير حاملين معكم شيء من عندي سأقضي عليك وعلى من أقدر عليه من جماعتك وإن كنت أعرف إن في هذا نهاية حياتي. فقال بعض رفاق الدويش: هيه هيه بالأمير: ترى الحضري أغلى ما عنده أنثاه، وإلى طلق ما فيه وراه شيء أكبر من الطلاق، وأشاروا على أميرهم بالنهوض من مجلسهم وكان في ظلال مجموعة من النخيل المتقاربة في صدر المزرعة فنهضوا جميعًا دون أن يأخذوا (المحماس) أو غيره، وبعد هذه الحادثة صار أهل الداهنة، والجريفة، ومن حولهم يُلقِّبون عبد العزيز المذكور ب (الدويش). هذا وبعد أن تولى الملك عبد العزيز استتب الأمن ولله الحمد.
وللمترجم له عبد العزيز المذكور أخبار مثيرة كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.
وكانت وفاته في المجمعة عام ١٣٩٣ هـ.
ومنهم: محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن محمد الزبن الصبيحي الخالدي المخزومي.