وعند دخول إسرائيل في أرض سيناء مرة أخرى بعد عدوانها عام ١٩٦٧ م على مصر وسوريا والأردن لم تنس ثأرها مع هذا المناضل المصري، وقد لجأت إلى ضمه في جانبها بعد علمها بشعبيته في سيناء وهادنته فلم يهادن، ولم تثن هذه الخدعة إرادته في مواصلة الكفاح بشتى الطرق وجميع الوسائل المتاحة له، ولم تلن لهذا البطل قناة وقد تركز جهاده للاحتلال الإسرائيلي في عدة نقاط هي:
١ - منع رحيل عشيرته من مكان تجمعها في الشيخ زويِّد إلى مكان آخر كما فعلت إسرائيل ببعض القبائل، وتحريض جماعته المستمر على التشبث بالأرض مهما كانت الضغوط، وتحدي السلطات العسكرية وتقديم التضحيات مهما كانت في سبيل تحقيق هذه الغاية.
٢ - إفساد محاولات السلطات الإسرائيلية لشراء الأراضي من المواطنين العرب في شمال سيناء بصفة عامة.
٣ - تزويد المجاهدين بما يحتاجونه من مال وطعام وسلاح ورعاية أسرهم وأسر المعتقلين منهم في السجون الإسرائيلية، وقد اعتمد في ذلك على أمواله الخاصة وعلى تعاون عشيرته المحبة له، وكل هذه بمبادرات فردية ليست إلا من أجل خدمة الوطن والتضحية في سبيل الله.
ويقول الرواة من المعاصرين للاحتلال من الرياشات وغيرهم: إن اليهود بعد عام ١٩٦٧ م واحتلالهم لسيناء شرهوا في الأراضي الزراعية وطمعوا فيها، وسولت لهم أنفسهم تنفيذ مخطط جهنمي لشراء هذه الأراضي من البدو بعقود رسمية، كي تستغل ذلك في الدعاية عالميا لتوضح أن أهل البلاد باعوها وأنهم الملاك الشرعيون لهذه البلاد، وتتخذ ذلك ذريعة في دوام الاحتلال وإقامة المستعمرات على التراب المصري في سيناء، ولكن البطل أبو طويلة الرياشي وقف لليهود بالمرصاد وقام بتحذير أهل سيناء مرارًا وتكرارًا وكان يقول لهم: من يريد مالًا أعطيته، وإياكم والتفريط في الأراضي لإسرائيل.
وأثمر تحذيره وامتنع جميع السدو عن بيع شبر من أرض سيناء لليهود مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن. فنقم اليهود على أبي طويلة لما شعروا بعدم استفادتهم من الأهالي بأى بيع لأراضيهم وعرفوا أنه المُحرِّض الأول وراء ذلك