وبعد استشهاد البطل سالم أبو طويلة لم يؤثر ذلك الإرهاب في معنويات الناس خاصة أهله وذويه الذين زاد بغضهم للاحتلال، وقد استمر على نهجة خَلفَه ابن عمه الشيخ زايد سالم أبو طويلة وقد جاهر في وجه الحاكم العسكري الإسرائيلي قائلًا:"إذا كنتم قتلتم سالم فكلنا سالم".
وجاء العبور العظيم وانكسرت شوكة إسرائيل بعد حرب عام ١٩٧٣ م وأيقنت بخروجها من سيناء إن آجلًا أو عاجلًا فزاد حماس أهل سيناء ورادت المقاومة والتمرُّد والتحدي لإسرائيل في الأراضي المصرية المحتلة في شمالي سيناء وظل بركان الثورة متاججًا في نفوس أبناء سيناء حتى ارتفعت رايات النصر والتحرير وخفق علم مصر عام ١٩٨٢ م على آخر شبر من أرضها من رفح شمالًا وحتى طابا جنوبًا في عهد السيد الرئيس محمد حسني مبارك الذي أولى مشكورًا اهتمامه الفوري بإعادة البنية الأساسية وتنمية سيناء في شتى الميادين ورفع المعاناة عن المواطنين بها من بدو وحضر، لتعود ثانية سيناء إلى حضن أمها مصر الحبيبة بعد أن كبَّلها الاحتلال الإسرائيلي سنوات حالكة هي سني الجمر لأهلها والمرارة والألم بالنسبة لمصر كلها.
ومع نسمات الحرية اخضرَّت شمال سيناء بالزرع والنماء في تربة خصبة طهرتها وروتها دماء الشهداء، فأصبح الشجر فيها مرويا بلا ماء، ويسقيه من عنده رب السماء.
هكذا مصر هي دائمًا تنجب الأبطال في كل رمان وستكون بحول الله مقبرة للغزاة الطامعين.