للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سوى بندقيته ودلة قهوته وفروته التي جعلها غطاءه ووطاءه، وجاءه بعد سائل فلم يجد ما يعطيه سوى البندقية، فقال له: خذها يا هذا وبعها وأنفق ثمنها، ثم احتفظ هو بالدلة وحدها؛ لأنه كان لا يستغني عنها في قِرى ضيوفه، ولا زال على هذا النحو حتى لقي ربه، وقيل عن ابنه الشيخ الحالي أنه يقتفي أثر والده في الجود، وحسن الخلق والتقى وحب الوطن، وهو بذلك ممدوح السيرة كثيرا) انتهى.

وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، حتى ينسلخ، فيأتيه جبريل فيعرض عليه القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة (١).

ومن عادات بني خالد عدم تزويج بناتهم للأجانب، وقد أورد الأستاذ علي نعمة الحلو (٢) قصة من قصصهم في تشددهم بعدم تزويج الأجانب، وفيما يلي نصها: (انتقل بنو خالد إلى الأحواز من الكويت، حيث كانت الإمارة لهم هناك قبل قدوم آل صباح لها سنة ١١٢٨ هـ - ١٧١٥ م وعندما سمعوا عن خصوبة الأرض في الأحواز، ونقاوة الهواء، وعذوبة الماء، وعزموا على النزوح إليها، وفعلا تحركوا إلى الأحواز عن طريق العراق فمنعهم أمير الضفة الشرقية لشط العرب من العبور، وكان من أمراء بني كعب الذين حكموا هذه المنطقة من سنة ١١٠٢ هـ - ١٦٩٠ م شريطة أن يزوجوه إحدى بناتهم. ولكن تقاليد بني خالد لا تسمح لهم في تزويج بناتهم للأجانب، ثم إن رأيهم اجتمع على الموافقة على زواج أمير كعب على شرط ألا يدخل عليها إلا بعد ثلاثة أيام من زواجه مدعين أنها من عاداتهم العشائرية.


(١) رواه البخاري في كتاب بدء الوحي، باب (٥) حديث رقم (٦) ١/ ٣٠ ولفظه. كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة في رمضان، فيدارسه القرآن، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الربح المرسلة، انظر الشمائل النبوية والخصائل المصطفوية للترمذي ص ٤٣١ حديث رقم (٣٥٥) تحقيق فؤاد أحمد زمرلي الطبعة الأولى سنة ١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م.
(٢) الأحواز قبائلها وأسرها ج ٤ ص ٧٢ - ٧٣ ط الأولى سنة ١٣٩٠ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>