للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بني عامر بن صعصعة كلها في الحرب والطعان ضد القبائل، حتى قتلتهما بنو ضبَّة في يوم دارة مأسل، وقد هُزمت كلاب بعد قتلهما.

وإن ما قرن هُتيم أو غيرها من القبائل، بعدم الأصل أو وضاعة النسب، فليتبوأنَّ مقعده من النار، وهذه الفرية اختلقها ودسَّها بالباطل الشيطان للحكام في عهد الدولة العباسية، وأصبح اسم هُتيم فيما بعد سلاحًا في أيدي الحُكَّام، فيما بعد دولة بني العباس من مماليك وشراكسة وأتراك لا يمتون للعروبة في شيء، وهكذا كانت بالباطل هذه الكلمة سُبَّة للأصل، شائعة عند قبائل العرب في شبه الجزيرة العربية وخارجها، يطعنون بها في أحسابهم، ويغمزون بعضهم البعض في أنسابهم، كما أصبح يضرب بعضهم رقاب بعض، وقد عادوا للجاهلية الأولى، وبدعوا الضلالات، وروجوا الإشاعات.

وقال نبينا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم: "كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار". صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونعوذ بالله من الجحيم.

وكل ما حدث ويحدث بين العرب من طعن في الأنساب بدون حق، ومن إراقة الدماء ونهب الأموال، قد فكك أوصال الأمة، وآل بها إلى الضعف والهوان بين الأمم والشعوب، وأصبحنا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وكما أخبرنا رسولنا الهادي الأمين، عن أمتنا في آخر الزمان بعد تركها الحبل المتين من التمسك بالشرع والدين؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: "ستصبحون غثاءً كغثاء السيل، قالوا: عن قلة يا رسول الله، قال: لا، بل عن كثرة حينئذ" صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام.

كيف لا؟ ونحن نقر ونؤمن بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان وأنزل علينا قرآنًا وأعطانا آيات كريمة تُحذِّرنا. حيث قال تعالى: {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} (١).

وقال تعالى: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} (٢).

وقال تعالى أيضًا: {وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} (٣) صدق الله العظيم.

وقال رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -: "المسلم أخو المسلم، ماله ودمه وعرضه حرام عليه".


(١) آية ١١ من سورة الحجرات.
(٢) آية ١١ من سورة الحجرات.
(٣) آية ١٢ من سورة الحجرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>