لعمرك ما البحار ولا الفيافي … بأوسع من فقاح بني لقيط
لقيط شر من ركب المطايا … وأنذل من يدب على البسيط
قال: لا والله ما أنا من لقيط بل رجل من كِنْدة، قال أتعرف الذي يقول:
إذا افتخر الكِنْدي … ذو اللجسة والطرة
فالسبخ، وبالخف … وبالسدل، وبالحفرة
فدع كِندة للنسج … فأعلى فخرها عرة
قال: لا والله ما أنا من كِنْدة، بل رجل من خثعم، قالت أتعرف الذي يقول:
وخثعم لو صفرت بها صفيرا … لطارت في البلاد مع الجراد
قال: لا والله ما أنا من خثعم، بل رجل من طيئ، قالت أتعرف الذي يقول:
وما طيئ إلا نبيط تجمَّعت … فقالت طيانًا مرة فاستمرت
ولو أن حر قوصًا يمد جناحه … على جبلي طيئ إذًا لاستظلت
قال: لا والله ما أنا منهم، ولكني رجل من مُزينة، قالت أتعرف الذي يقول:
وهل مُزينة إلا من قبيلة … لا يُرتجى كرم فيها ولا دين
قال: لا والله لست منهم، إنما أنا رجل من النخع، قالت أتعرف الذي يقول:
إذا النخع اللئام عدوا جميعًا … تأذى الناس من وفر الزحام
وما نسبوا إلى مجيد كريم … وما هم في الصميم من الكرام
قال: لا والله لست منهم، بل رجل من أود، قالت: أتعرف الذي يقول:
إذا نزلت بأود في ديار همو … فاعلم بأنك منهم لست بالناجي
لا تركنن إلى كهلِ ولا حدث … فليس في القوم إلا كل عفاج
قال: لا والله ما أنا من أود، بل رجل من لَخْم، قالت أتعرف القائل:
إذا ما انتمى قوم لفخر قديمهم … تباعد فخر القوم من لخم أجمعا
قال: لا والله ما أنا من لخم، بل رجل من جُذام. قالت أما سمعت القائل:
إدا كأس المدام أدير يومًا … لمكرمة تنحى عن جُذام