قال: لا والله ما أنا من جُذام، قالت ممن أنت؟ ويلك أما تستحي؟ أكثرت عليَّ من الكذب. قال: أنا رجل من تنوخ وهو الحق، قالت أتعرف القائل:
إذا تنوخ قطعت منهلًا … في طلب الغارات والثأر
أبت بخِزيٍ من إله العلي … وشهرة في الأهل والجار
قال. لا لست من تنوخ، قالت: ممن أنت ثكلتك أمك، قال: بل أنا رجل من حِمْيَر، قالت أتعرف الذي يقول:
نبئت حِمْيَر تهجوني فقلت لهم … ما كنت أحسبهم كانوا ولا خلقوا
لأن حِمْيَر قوم لا نصاب لهم … كالعود في القاع لا ماء ولا ورق
قال: لا والله ما أنا من حِمْيَر، بل رجل من يحابر، قالت أتعرف الذي يقول:
ولو صر صرار بأرض يحابر … لماتوا وأضحوا في التراب رميما
قال: لا والله ما أنا من يحابر، بل رجل من قُشير، قالت أتعرف القائل:
بني قُشير قتلت سيدكم … فاليوم لا فدية لكم ولا قود
قال: لا والله ما أنا من قشير، بل من بني أمية، قالت: أتعرف القائل:
وَهَي من أميَّة بنيانها … فهان على الله فقدانها
وكانت أمية فيما مضى … جريء على الله سلطانها
فلا آل حرب أطاعوا الرسول … ولم يتق الله مروانها
قال: لا والله ما أنا منهم، بل من بني هاشم، قالت: أتعرف الذي يقول:
بني هاشم عودوا إلى نخلاتكم … فقد صار هذا التمر صاعًا بدرهم
فإن قلتموا رهط النبي محمد … فإن النصارى رهط عيسى ابن مريم
قال: لا والله ما أنا منهم، بل من بني همدان، قالت: أتعرف الذي يقول:
إذا همدان دارت يوم حرب … رحاها فوق هامات الرجال
رأيتموهم يحثون المطايا … سراعًا هاربين من القتال
قال: لا والله ما أنا منهم، بل رجل من قُضاعة، قالت أتعرف الذي يقول: