للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: لا والله ما أنا من جُذام، قالت ممن أنت؟ ويلك أما تستحي؟ أكثرت عليَّ من الكذب. قال: أنا رجل من تنوخ وهو الحق، قالت أتعرف القائل:

إذا تنوخ قطعت منهلًا … في طلب الغارات والثأر

أبت بخِزيٍ من إله العلي … وشهرة في الأهل والجار

قال. لا لست من تنوخ، قالت: ممن أنت ثكلتك أمك، قال: بل أنا رجل من حِمْيَر، قالت أتعرف الذي يقول:

نبئت حِمْيَر تهجوني فقلت لهم … ما كنت أحسبهم كانوا ولا خلقوا

لأن حِمْيَر قوم لا نصاب لهم … كالعود في القاع لا ماء ولا ورق

قال: لا والله ما أنا من حِمْيَر، بل رجل من يحابر، قالت أتعرف الذي يقول:

ولو صر صرار بأرض يحابر … لماتوا وأضحوا في التراب رميما

قال: لا والله ما أنا من يحابر، بل رجل من قُشير، قالت أتعرف القائل:

بني قُشير قتلت سيدكم … فاليوم لا فدية لكم ولا قود

قال: لا والله ما أنا من قشير، بل من بني أمية، قالت: أتعرف القائل:

وَهَي من أميَّة بنيانها … فهان على الله فقدانها

وكانت أمية فيما مضى … جريء على الله سلطانها

فلا آل حرب أطاعوا الرسول … ولم يتق الله مروانها

قال: لا والله ما أنا منهم، بل من بني هاشم، قالت: أتعرف الذي يقول:

بني هاشم عودوا إلى نخلاتكم … فقد صار هذا التمر صاعًا بدرهم

فإن قلتموا رهط النبي محمد … فإن النصارى رهط عيسى ابن مريم

قال: لا والله ما أنا منهم، بل من بني همدان، قالت: أتعرف الذي يقول:

إذا همدان دارت يوم حرب … رحاها فوق هامات الرجال

رأيتموهم يحثون المطايا … سراعًا هاربين من القتال

قال: لا والله ما أنا منهم، بل رجل من قُضاعة، قالت أتعرف الذي يقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>