للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعافية وهو الذي مدحه الشاعر شايم باجي الجدعي الظفيري حينما سمع بإشاعة عن موت الشيخ سفاح وتبين أنها ليست بحقيقة قال الشاعر:

يعل من فوَّه على موت سفاح … يجيه علم ما توقع احسابه

علم يخلي الدمع من حاجره فاح … اتصو به سمر الليالي بنابه

أميرنا نفداه جزلان الأرواح … عساه يأكل ما بقى من شبابه

أبو دهش لأثقل الحمل نطَّاح … مثل البليهي كرّم الله جنابه

هو حرزنا لا صار به حرب وامزاح … سبع السباع اللي يحد الذيابه

امقصرن عنَّا طويلات الأشباح … صميدع ما يعطي العي جابه

مفراص ماص للواليب مفتاح … كم حق مضهودن غدى به وجابه

يا ويلنا من عاد عقبه ليا راح … من غير تقصير بحق القرابة

ومن مشاهير السعيد أيضًا حماد بن المديهيم وهو الذي قاد معركة لبعض السعيد عام ١١٧٨ هـ مع سرية للإمام عبد العزيز بن محمد (١).

وأما وقعات السعيد الخاصة بهم فمنها الوقعة المذكورة آنفًا وهي (بريبر) في بداية الثلاثينات من القرن الثالث عشر الهجري، وقعت هذه الوقعة مع صفوف الجربا وقبائله وسببها هو أن صفوفَ الجربا تحارب مع ناس من أهل الجزيرة، وكان بالقرب منه دهش ابن حلَّاف مع بعض الظفير فاستنجد به صفوق، فهبَّ دهش بن حلاف لنجدته وذلك بثلاثة جموع من السعيد والمحلف (العريف - العسكر - العلجانات) ومن السعيد ألف ومائة خيال، ومعه (٢) حويدر أبا ذراع ومعه أيضًا مانع بن صويط راعي سحيما دخيل العق، وهزموا أعداد الجربا وبعد ذلك سيَّر دهش على صفوق وقال: ماذا أجازيك به يا ابن حلاف، قال: ما يحتاج مجازاة، فقال الجربا: سأجازيك على هذه النصرة بأنك ما دمت في الجزيرة تراك عميل تآكل ولا يوكل لك شيء بمعنى (أنك تأخذ من الناس


(١) ابن بشر ج ١ ص ٩٢.
(٢) بعض رواة الظفير يناقض الشيخ سفاح في روايته ويقول ليس معه حويدر أبا ذراع ولا مانع بن صويط، ولولا الأمانة العلمية لما ذكرت هذا (المؤلف).

<<  <  ج: ص:  >  >>