للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا أخذوا منك شيئًا يردُّ إليك) وسار ابن حلَّاف على هذه الطريقة، وبعد ذلك غزا دهش بآل ظفير وأخذ أناسًا أصحابًا للجربا، فنخى المخوذين الجربا وقالوا له: كيف يأخذنا ابن حلاف وديرته بالشرق ونحن أصحابك، فثار على ابن حلَّاف يطلب منه أن يؤدي ما نهبه، فقال ابن حلَّاف: لا أؤدي ما أخذت أنت الذي كافأتني ولم أطلب أنا المكافأة، فقال الجربا: إذًا بيننا وبينك الحرب فقال ابن حلَّاف نحن مستعدون، عندها شدَّ ابن حلَّاف ومن معه من الظفير إلى الخلف وتركوا الجزيرة، فلحق بهم الجربا ومن معه من جنوده، ويوم لحقوه (ببريبر) نزل ابن حلَّاف وبنى البيت وحفر الخنادق، وبدأت الحرب واستمرت تسعين ليلة والإبل معقَّلة والمطاردة بين الفريقين حامية الوطيس، حتى إنه انكسرت رجل أحد أتباع ابن حلَّاف ثم انجبرت ودخل الحرب مع قومه مرةً أخرى، وبعد هذا أتت قبيلة طيئ سرية خيل فأنجدت الظفير وبدأوا يحاربون (١) معهم وبعد ثلاثة أشهر، ناشد كبير طيئ: ابن حلَّاف وقال هل أنت تحارب من أجل الإبل وإلا ما نسجه المغزل فقال ابن حلَّاف: أحارب من أجل الإبل فقال كبير طيئ: انظروا إلى إبلكم هل هي تثور أم لا؟ فلفت نظر ابن حلَّاف فأمر على نياقه يطلقونها المسمَّاه (شرهات) فبدأ الظفير يطلقون من حلالهم فوجدوا نصف الإبل قد وهنت، فشال الظفير على إبلهم التي لم توهن وتركوا ما وهن للجربا وقومه فقال ابن نيف من شعراء السعيد مصوِّرًا هذه الحرب وكان من الذين أصيبوا أثناء الحرب وشفوا ثم حاربوا مرةً أخرى مع قومهم:

راكب اللي مع العصر روَّجن … فج النور وجرمات حيال

الأوكن الزهايد وسوطهن … لي بكَّرن يرمن مسير ليال

يا صفوق باعونا غلامين شمَّر … بيعة حصان عياه شمال (٢)

صافوا معاديهم على قد حاجته … يفرح الاجاعهم خيال

حِنَّا ثلاث جموع غرب (٣) بدارهم … غرب ومن دون الصديق جبال

وهشنا ليما الكرد بادن بطنبهن … ولا يبتني بيت بدون حبال


(١) هذا دليل على أن هناك قرأبة وثيقة بين طيئ والظفير؛ إذ إن معظم الظفير من بني لام من طيئ وكذلك السعيد من قحطان وطيئ من قحطان.
(٢) غير أصيل.
(٣) أغراب على الديره.

<<  <  ج: ص:  >  >>