للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل ما يجونا بحفله (١) … نطوي لهم بالمنتريس (٢) عيال

وكل ما يجونا بحفله … نحدهم كما تحد السنود رمال

ونعم بلابة طيئ أهل الصدق والنقا … أهل سرية بالطراد ثقال

ونعم بابن حلَّاف وإن دوبحن به … وإن تحيزم فوق أسرع بشال

شل شحل يرعب الخيل حسه … هذا ومع الجمال فعال (٣)

إلى غير ذلك من المعارك، وأما ما أثر عن السعيد من إكرام الجار فمنه أن: أحد أفراد الصقور من عَنَزة نزح إلى الظفير جارًا عند ناصر بن نعيِّر بن بيران السعيدي وعندما وردوا على مائهم المسمى (الجليدة) وجدوها مدفونة وكانت كل قليب تكفى رعيَّة واحدة، والرعيَّة ما بين أربعين ناقة إلى ستين فتنضب ثم بعد ذلك بيوم تجم، وكان لناصر بن نعير إبل غير ابل جاره الصقري ولا تكفي القليب إلا إبل أحدهما، فركب ابن نعيِّر فرسه مستقبلًا إبله كي يردها عن الماء لترد ابل جاره، فاستقبله جاره الصقري على حصانه يريد الراد إبل الظفيري ولكن الظفيري أصرَّ بأنه لا بد أن ترد إبل الصقري لأنها ظمآنة فوردت إبل الصقري وقال الظفيري مفتخرًا:

الأجنبي لي بدَّل الدار بديار … ينحر شخانيب العرب والليان

عاداتنا رد الظوامي عن الجار … لي كرَّبوا لمحوصهن والسواني

عيفان يبغى مسعر مثل ما صار … الصبح سفَّار وبالعصر تاني

قصيرنا كنَّه على راس سنجار … عن الخفا يمشي بدرب البيان

وبعد وقت اصطلح الصقري مع جماعته الصقور، ولما عاد إليهم سألوه جوار السعيد لأنهم قد سمعوا أن الظفيري لم يورد إبل جاره الصقري فلمَّا علموا بأن ما أشيع لا أساس له من الصحة قال الصقري يمدح نمر بن حلَّاف شيخ السعيد ويعتذر مما سلف:


(١) الحفلة: الجمع.
(٢) المنَتريس: الخنادق.
(٣) من رواية الشيخ سفاح بن حلَّاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>