(ب) الفارس الشاعر ذائع الصيت نومان الحسيني وهو ممن عاش في القرن الثاني عشر ونخوته مشهورة بين العرب (خيال الرقبا نومان) وله قصص في الشجاعة والكرم كانت بضرب الأمثال بين القبائل في وقته حتى أن عدوان الهربيد شيخ السويد من شمَّر حينما بيَّن في قصيدة طويلة الشعراء الفرسان عدَّ منهم نومان الحسيني قائلًا:
ومغير بن غازي (ونومان) يا سعيد … وجارد ملظي للشهيل الجلالي (١)
وله قصائد مشهورة جدا سأبينها مع قصصها في القسم الخاص بشعراء القبيلة.
هذا، وإن لبني حسين لهجة خاصة تميِّزهم عن بقية الظفير كما أن لهم قصص شهيرة في حفظ الجوار وذلك من قصة ابن مرشد مع عبيد بن هدلان الزعبي وذلك كالآتي:
(أغار عبيد بن هدلان الزعبي زعيم قومه علي بني حسين وغزا معه أجنبي ظفيري جعلته أمه وديعة عند ابن هدلان فلما انتهت المعركة فُقد الولد بعد غروب الشمس وكانت الهزيمة على عبيد وجماعته، فقال: لا أترك خوينا، فقالوا: كيف ترجع لعدوك عقب هذه الإصابات والهزيمة؟ فقال سأخاطر بنفسي فاجتمعوا عليه وحجزوه عن المغامرة إلا أنه سرق نفسه آخر الليل وألفى على أعدائه بني حسين متنكرًا كأنه ضيف ووجدهم يحلبون إبلهم فدخل بينهم وشرب من اللبن لأن الشرب والأكل ورد السلام يؤمن المستجير ووجد الغلام مكتَّفًا على ظهر بعير فلما بدأوا ينزلون طرد البعير الذي كتف عليه رفيقه ليهرب به إلى بيت أصحابه فلحقه رجل من بني حسين بصربه فتناول ابن هدلان سكينًا وقتل الحسيني ثم لجأ إلى صاحب البيت وهو ابن (مرشد) شيخ بني حسين، وكان هذا أمرًا صعبًا على صاحب البيت؛ لأن اللاجئ إليه عدوه وقاتل ابن عمه وقد أكل من طعامه واستجار به إلا أن العوارف (قضاة البدو) حكموا بقتل ابن هدلان وأنه لا حقَّ له في الجوار، فما كان من ابن مرشد صاحب البيت إلا أن أثر على قومه وطلبهم حق المجوره بأن تمنح ثلاثة الأيام المهربات وزيادة يوم فزوَّده هو ورفيقه الأسير وهربهما وجعلهما في جواره وكفالته مدة ثلاث الليالي المهربات حتى نجَّاهم الله، فقال