ابن هدلان الزعبي بهذه المناسبة يصف الواقعة ويثني على ابن مرشد شيخ بني حسين:
يقول ابن هدلان ولاني بواحد … يباهي بروحه والزمان وطاه
كم سابق فكيت منها حديدها … وكم مشعل يوضي عليَّ سناه
حوِّلت منهم ما درى بي رديفي … حيل عليهن تضفي العباه
يا ويش عذري لا لفينا من أمه … تشق جيب بايح عزاه
من طاوع الأنذال ما أدب العدا … ولا ساد رجل ما يتم ارياه
حذفت روحي يوم شفته مكتف … اسير حسير في يدين عداه
كني نفيج بينهم أدركوني … الطير يهوي والسلق تنحاه
ولحقني منهم صبرمي وحيفه … وحيف فرخ شايف عشاه
رديت له بحويرتي وريعه … بين الثنادي حوِّلت بشواه
وزبنت بيت ما يقوَّد زبينه … بيت الندا من لاذ به حماه
بيت (ابن مرشد) يوم جوني قهرهم … قهرة قطيع وارد مظماه
مثل البليهي يوم توحي قصيفه … سيفه شقير ورافع يمناه
صبور على عسر الليالي ومرَّها … راسه صعب وأقسى من الصفاه
أربع ليال موجلات عطانا … علم بداه الفارس المدلاه
ركبنا على جيش من الهجن حايل … لا خايلت فزَّت تقول قطاه
لين التفت وشفت زول تبين … كما الخرب لي شاف العقاب قضاه
من ذلتي طلابتي يلحقونني … يبون ثار طالبين قضاه (١)
إلى غير ذلك من القصص التي تشهد بمحافظة بني حسين على الجوار، ومن أسر بني حسين في نجد أسرًا كثيرة جدًّا، فكل الذين في نجد من الأسر التي تنسب إلى الأشراف فهم من بني حسين، آل نوفل في الفيضة في السر وآل حسين في المفيجر
(١) قصة مشهورة ذكرها منديل الفهيد في قصصه ونقلها عنه أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في كتابه ديوان الشعر العامي بلهجة أهل نجد ج ٣.