رجلًا يريد أن يحتمي ببيتك من العدو فأطلب منك التريُّث، فتريَّث حتى يرى الخبر الصحيح، أما المرأة الأولى فإنها لما أكلت التمر أعطت زوجها الباقي فأكل ما بقي من التمر وجمع نواه في خرقة ثم ربطها، فلمَّا أتى الصبح وارتفعت الشمس، اجتمع رجال القبيلة في مجلس شيخهم صاحب البيت الثاني، وإذا ذلك الرجل صاحب البيت الأول وزوج المرأة التي ولدت؛ إذا هو جاء مسرعًا حتى إذا دخل المجلس جلس بين يدي صاحب البيت شيخ القبيلة ووالد زوجته وقال صائحًا: انظر يا فلان ما هذا وألقي الخرقة التي فيها نوى التمر وقال: هل هذا التمر في بلادنا هذه، إن هذا التمر وجدته عند بنتك زوجتي وهذا دليل على أنَّ ابنتك خانتني، فلج المجلس وارتفعت الأصوات، فنهض علي الحمر فزعًا واستمع إلى كلام ذلك الزوج فدخل على المجلس مسرعًا وسلَّم عليهم، فكبر ذلك على شيخ القبيلة وتغيَّر وجهه ووقع بين مصيبتين الأولى: قصة اتهام ابنته الأولى من زوجها والثانية حول دخول هذا الرجل عليه من وسط البيت وهو أجنبي ولكن الفرج مع الشدّة، فإذا علي الحمر بعد أن سلم على المجلس رفع يده قائلًا: أيها الجالسون من يعطيني حماية وأنا أقول الصدق، فقال شيخ القبيلة صاحب البيت: أنا أعطيك الحماية فقال علي الحمر: كل كلام هذا الرجل في زوجته كذبًا، ثم قصَّ عليهم القصة بأكملها ثم قال: والدليل على كلامي اسألوا هذا الرجل عن إبله هل هي مكتمله أم أخذ منها عدد كذا، فقالوا: هذا هو الرأي، وذهب الزوج ليري إبله فوجد إن إبله ناقصة، فأتي مسرعًا وبدأ يصوِّت لأقاربه وينخاهم علي ردِّ إبله وأسر علي الحمر، فانتهره شيخ القبيلة أب زوجته وشكر لعلي الحمر صنعه، وحلف على رجال القبيلة بألا يغادر أحد منهم المجلس، فقال سائلًا علي الحمر من أنت؟ فقال علي الحمر: أنا علي الحمر من فخذ العلجانات من الصمدة من قبيلة الظفير فقال شيخ القبيلة: يا علي ماذا تريد جزاءك مني؟ قال علي: هل تعطيني ما أطلب قال شيخ القبيلة: نعم. قال علي الحمر: أريد ابنتك التي نمت حولها زوجة لي على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. قال: هي لك، وأخذها ورجع إلى أهله غانمًا ظافرًا، وقد قيل أنَّ تلك القبيلة التي منها الزوجة هي قبيلة عَنَزة.