للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما لبنية من المكارم والشجاعة وارتفاع الصيت وللمودة بيني وبينه رثيته ارتجالا (١).

وذكر قصيدة طويلة مطلعها:

قضى فلدمعي في الحدود سفوح … هزبر عليه المشرفي ينوح

أغر كريم النسبتين من الأولى … فخارهم كالنيرين يلوح

وجاء في عنوان المجد في تاريخ نجد أنه كان لحقه فارسان فلما أحس بهم أو أنهم دعوه للمبارزة جذب عنان جواده جذبة منكرة ليجرفه عليهم فرفعت الفُرس رأسها ويديها وسقطت على ظهرها إلى الأرض وهو فوقها فصار تحت السرج والفرس فوقه فأُدْرِك وقُتِل (٢)، وكان عمه فارس معه في هذه الوقعة.

وأما أثر قتلته هذه فكان كبيرًا وله وقع في نفوسهم.

ومما قاله ابن عجاج في وقعة المنتفق هذه مقابل انتصارهم الأول على آل الشاوي يخاطب شيخ المنتفق ويذمه على افتخاره في قتله بنية، وكان هاربًا من آل محمد ونزيلا عند المنتفق، ينقلون أنه قال:

خذلت شيخ دوم يخذلك … وعطيت له حبل الشرك وثم كفيت

تسعين راس من قومك غدت لك … وشعاد يا خصّاي الدياج سويت

يرمي البدوي قبائل المنتفق في خصي الديكة وهذا ما يتهمهم به ويعده أمرا معيبا .. ويقول: خذلت شيخًا كان يخذلك دوما وقد قتل تسعين من قومك فماذا فعلت .. ؟!

وعلى كل حال كانت وقائعه مشهورة، ولكن نهضة آل الشاوي للمرة الثانية مما ضعفت من عزمه فتألب القوم عليه وحارب حتى قتل بمناصرة من الحكومة والمتفق وعنزة، وأن عمه كان ولا يزال حيا ومعه في هذه الوقعة.

وقد مضت مدة حتى استعادوا مكانتهم أيام داود باشا وبهم استعانت الحكومة وبغيرهم من العشائر على حرب المعجم في أيام الشيخ صفوق (صفوك)


(١) مطالع السعود ص ١٥٩.
(٢) عنوان المجد ج ١ ص ١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>