للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن فارس، وهذه المغلوبية التي أصابت بنية لَمْ تؤثر على قبائل شمَّر وإنما هي حرب مبارزة ولم تكن حربا حاسمة.

١٦ - صفوق (١)

وهذا أشهر من نار على علم، وقد لقبته الحكومة بلقب (سلطان البر) سنة ١٢٤٩ هـ - ١٨٣٥ م (٢)، خلف بنية ابن عمه في مكانته ونال حظوة لدى الحكومة أيام داود باشا الوزير.

هذا، وتكاثرت المدونات في أيامه أو أن الذي وصلنا أكثر لقرب العهد، ويمتاز بالممارسة على الحروب أكثر ممن سبقه، وتدابيره في سوق الجيش مهمة، ولا ينكر لأمثال هؤلاء أن ينبغوا في أمر الحروب وقد ذاقوا حلوها ومرّها ونالوا منها الأمرّين واعتادوها، فالفطرة السليمة، وعيشة البادية، والرياسة، والتمرن الزائد في أمر الحروب، والذكاء المفرط، مما يعوض نوعا عن التجارب الفنية خصوصًا إذا كانت ترافقه رباطة جأش، وصبر على المكاره، وانتباه قد يحصل ببضع وقائع محفوظة مع الحالة العملية، فيعوض عن دراسات عديدة، وقضاياهم لا تحتاج إلى ما يحتاج إليه في الحروب المنظمة.

وإذا كان المرء مشبوعا بحب الحروب ومائلا إليها بكليته، وبيئته مساعدة للقيام بأمرها دائما، أو مراعاة ما يعوض عنها من مطاردة الصيد أيام السلم، فهناك حدث عن الشجاعة، وعن الخطط الحربية، والتدابير الصائبة ولا حرج، ولو دوّنت وقائعهم التي يقصونها، والوسائل التي يتخذونها لتنفيذ خططهم لهال الأمر أو لحصل الإذعان في الكفاءة لهم والمقدرة.

ومن المؤسف أن تصرف الهمم لأمثال هذه الأمور في غزو بعضهم البعض وكل واحد نراه ماهرا فيما زاوله، والخطر والصعوبة في أن ينال الواحد من الآخر حظه.

ومترجمنا هذا بعد في طليعة شجعان العرب وأكابر قوادهم ولو وجد له تربة صالحة وبيئة مناسبة لظهر أعظم.


(١) ضبطه ابن سند بفتح الصاد وهو في الأصل الممتنع من الجبال، واللينة من القسي، والصخرة الملساء المرتفعة .. فسمي به، (ص ٢٦٤ مطالع السعود).
(٢) عشائر سورية.

<<  <  ج: ص:  >  >>