للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولصفوق هذا مع قبائل عَنَزة وقائع أشهرها:

١ - يوم بصّالة، وهو يوم انتصر فيه شمَّر على عَنَزة سنة ١٢٣٨ هـ - ١٨٢٣ م.

٢ - في السنة التالية انتصرت عَنَزة عليهم وهي عام ١٢٣٩ هـ - ١٨٢٤ م.

وفي هذه الوقعة الأخيرة انكسرت شمَّر فشد الوزير عضد كبيرهم صفوق .. كذا قال ابن سند، ولا محل للتفصيل هنا.

وعلى كل حال أن كسرة شمَّر هذه المرة لَمْ تكن القاضية وإنما هي على عادة الحرب في قولهم: (الحرب سجال)؛ ولذا لَمْ تتركهم الحكومة وإنما أخذت بيدهم فاستعادوا مكانتهم الأولى فقاموا بمهماتها الحربية مع العشائر المناوئة.

وكان للحكومة من العشائر ما هم بمنزلة جيش متأهب للطوارئ وحاضر للكفاح والاستنفار.

وحوادث صفوق الأخرى من هذا النوع، ومنها ما يتعلق بالقبائل الشمرية ولكن حادثة سنة ١٢٤٩ هـ - ١٨٣٣ م تدل على أنه بقي على ولاء داود باشا الوزير وكره حكومة علي رضا باشا اللاز فلم يذعن له.

وذلك أن والي الموصل يحيى باشا كان أيضًا على رأي الشيخ صفوق الفارس وكانت بينهما مراسلات، حث صفوقا على القيام فناوأ الحكومة وتمكن من قطع الطريق بين بغداد والموصل وصار يتحول بين النهرين فجمع قوة كبرى وجاء إلى قرب قبر الإمام موسى الكاظم فحارب علي رضا باشا الوالي وجيش الحكومة وأمله كبير في أن ينكل بالقوة التي أمامه ويستولي على بغداد، فكان لهذا الحادث وقع عظيم في نفس الحكومة .. وفي نتيجة هذه الحرب اضطر الشيخ صفوق على الانسحاب وترك الأثقال (٢).

ولما اطلعت الحكومة على نوايا والي الموصل عزلته وعينت مكانه سعيد باشا الوالي السابق وكان في بغداد (٣).


(١) المطالع ص ٢٦٦.
(٢) التفصيل في تاريخ العراق.
(٣) تاريخ لطفي ج ٤ ص ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>