(والد الشيخ عجيل) وكانا صغيرين فذهب لمعاونته وتخليصه ولكنه وقع معه في مأزق فلم يستطع الخلاص منه ولم يجرؤ أخوه أن يساعده .. وذلك أنه قبض على ذنبه من جانب فلم يستطع أن يفلته خوفا منه وصار يدور معه فلم يقدر على النجاة، ثم تمكن عبد العزيز من هذا الخنزير فضربه بطلقة بشتاوه (يقال لها عندنا فرد وهي من نوع بندقية البارود إلَّا أنه صغير كالمسدس ولا يحوي إلَّا طلقة واحدة في الأغلب، ويوضع في حزام المرء أو في بيت خاص كبيت المسدس بلا فرق).
أما غزواته وأخباره في حروبه فهذه كثيرة جدًّا، وأهم ما فيها ما ناله منها عناء وجروح وأسر أو هزيمة.
ولسان حاله ينشد:
فأبت إلى فهم ولم أك آيبا … وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
ولا يسع المقام الإطالة في هذه، وإلا فإنها تشكل سمرا، وكل حكايات شجعان البدو من هذا القبيل ولا تخلو من غرابة ودقة.
وللشيخ المشار إليه أولاد ملأهم الذكاء والشجاعة والروح العالية منهم مشعان.
٢١ - الحميدي
وهذا ابن فرحان باشا، كان قد درس في مدرسة العشائر في الآستانة، وهو اليوم يتجاوز الخمسين من عمره، مشهور بالصلاح، سلفي العقيدة، ملازم قراءة القرآن الكريم، وصحيح البخاري وكتب الحديث المعتبرة .. فهو من الأخبار الطيبين.
وفي سنة ١٣٥٣ هـ - ١٩٣٥ م صار نائبًا، وقد شاهدت له ابنا صغيرًا وقد حادثته وسألته عن الأمسح فكان يفسره لي فاستأنست لشرحه .. وفيه روح بدوية، ويؤمل فيه كل خير.
والحميدي ينهزم من ذكر عنعنات القبائل، وتقاليدهم لاعتقاده أنَّها مخالفة للشرع الشريف، ولا يحب الفخر بالأجداد، وكلما حاولت استطلاع رأيه في بعض الأمور كان جوابه مختصرًا وبقدر الحاجة.