للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجلسه خصوصًا أنهم رأوا غريبا عند شيخهم أو بالتعبير الصحيح أميرهم) وقال: كان بعضهم يتعاطى شرب النارجيلة، والأصوات بينهم تعلو ويتكلمون جميعهم معا فيكثر اللغط في معاشرتهم (لَمْ يعرف الحرية عند البدو ولا قدر سلطة الرؤساء وأنها محدودة إلَّا بحق) ثم تغذي ووصف المنسف المقدم له وأن الشيخ كان يدعو جماعات بعد أخرى للأكل إلى أن بقي منه القليل فدعا الصبيان، وهؤلاء دخلوا نفس المنسف وأكلوا فيه لأنَّ أيديهم لا تصله نظرا لعظمه، ولما رأى المنسف وعظمه وأنه مملوء أرزا ولحما أخذته الحيرة وصار ينظر في وجه صاحبه كأنه يشير إلى عظمته، وقال: إن الشيخ فارسًا كنا قد ألححنا عليه فأبى أن يأكل معنا وقال: هكذا اعتدنا حتى أنه مما دعا لحيرتهم أنه بقي واقفا طول جلوسهم للأكل وبقي في خدمتهم بنفسه شأن العرب مع الضيف العزيز، ولكن لما رأى الإصرار الواقع منه دعا من يأكل معه من الحاضرين نحو ٧ أو ٨ قال أكلوا معنا بالخمس!.

ثم يقول: وبعد أن ودعنا ومضينا راجعين من عنده لمسافة جاءنا ابنه (ابن أخيه) محمد وقدم لنا حصانا، وكنا قدمنا له بندقية .. ولما كنا أكرمناه البندقية قبلنا هديته هذه بشكر" ا هـ ملخصًا.

وهذا هو والد الشيخ مشعل باشا، ومن قول هذا السياح التركي وما رآه من إلحاح الشيخ فارس وتقديم الطعام له وإكرامه بفرس عربي ووصف مقامه تعرف مكانة سائر شيوخ شمَّر.

وللشيخ فارس هذا - عدا مشعل باشا - من الأولاد ملحم، ومسلط والحميدي.

٢٠ - فيصل بن فرحان باشا.

قد شاهدته مرارًا ولا يزال قويا بالرغم من أنه طاعن في السن، وهذا لَمْ أتمكن أن أعرف منه أكثر من حوادث الغزو، فإذا تجاوزت ذلك يقول لي اسأل عجيلا (الشيخ عجيل الياور ابن أخيه) وكانت حكاياته عن الغزو لاذة ومنعشة، وكان يقول شيخ الربيعيين في العراق (مبرد بن سوكي) عن فيصل أنه فوق ما يحدث، وأغرب ما سمعته منه قصة الخنزير الذي أراد أن يقتل أخاه عبد العزيز

<<  <  ج: ص:  >  >>